تنشغل مواقع التواصل الإجتماعي هذه الأيام بخبر (إمكانية قيام الحزب الشيوعي اللبناني ) بالدخول في الحرب الدائرة في سوريا حالياً.

و لكن .... لماذا شكل هذا الخبر مفاجأة في الأوساط اليسارية بشكلٍ خاص !!!.               

لست الآن في وارد تقييم المحطات و الخيارات التي اتخذها هذا الحزب ، على مرّ مراحله السياسية ، ومن المؤكد، بأني لست الشخص المناسب لهذه المهمة.

ولكن و بعد نظرة سريعة ،على تاريخ و واقع هذا الحزب (الأقدم في لبنان و عندما نقول الأقدم نعني أنه الأكثر خبرة في السياسة اللبنانية )، لنرى أين كان و أين أصبح الآن قد لا نجد إختلاف كبير في المواقف و التحالفات.

 فهذا الحزب الذي إنطلاق ماركسياً نقابياً عابراً للطوائف أوائل القرن الماضي، وجد نفسه بعد نصف قرن على إنطلاقته في قلب ، بل أحد الأركان الأساسية للحرب الطائفية .                                     

كيف لا يدخل الحرب السورية ،و هو دخل بدايةً في الحرب بين اليسار و اليمين اللبناني أي الحرب بين  (الإسلام و المسيحية )  .

و كيف لا يدخل الحرب السورية ، و قد دخل سابقاً حرباً إلى جانب النظام السوري و حلفائه في مواجهة حركة التوحيد الإسلامي و ذلك ضمن تصفية حسابات إقليمية .

كيف لا يدخل الحرب السورية ، و قد فعلها  سابقاً كرمى للعقيد معمر القذافي  (الذي أغدق من المال الكثير لهذا الحزب) و ذهب الحزب الشيوعي إلى سبها لمشاركة العقيد معمر حربه ، ضد دولة تدخل هو (معمر) في شأنها  سنوات لم تحتملها .

و ها هو التاريخ يعيد نفسه ، فبدل ان يستفيد من خلاصة الحرب عبر المراجعة النقدية ، التي قال أنه فعلها سابقاً في المؤتمر السادس ، نراه اليوم يذهب  ليستعد الآن للمشاركة في حربٍ طائفية أخرى و خارج الحدود أيضاً.

فنراه على وشك الدخول و كرمى للعقيد الجديد (حزب الله )الذي و للمفارقة نراه أقل وفاءً من عقيده السابق (القذافي )لن ندخل و نشير إلى هذا المجال ).

 

يبدو واضحاً لحزب الله خطورة المرحلة و المستنقع الذي دخل إليه ، فبعدما كان يرفض مشاركة أحد و بالتحديد الحزب الشيوعي  عندما كان في مجده و سطوته في معاركه و خاصة ضد الإحتلال الإسرائيلي، نراه بحاجة إليه الآن في ضعفه و تشرذمه لتقاسم أعباء و تبعات هذه الحرب، و خاصة بعد رفض حركة أمل الدخول إليها.

لا يفاجئكم دخوله الآن فمن لا يتعلم من تجاربه توقع منه أي شيء.                               

                   

في النهاية حسناً يفعل حزب الله علّه يذكرنا بهذا الحزب بدل أن ننتظر للأول من أيار القادم .

و علّها خيراً في مكان ما ، فبدل أن يكون جلّ ما تفعله الماكينة الاعلامية إن وجدت هو التهجم على كل من يعارض حزب الله قد تنشغل الآن و ينشغل هذا الحزب (حزب ماركس) في حرب صفين الجديدة و حرب الدفاع عن المقدسات .

فلا تختبروه