يتحول محصول موسم حصاد القمح إلى أحد أدوات الصراعِ بين النظام وقوات المعارضة في سوريا لما له من أهمية استراتيجية وتأثيرٍ على موازين المعركة، إذ سيطرت المعارضة سابقاً على ثلاثة مراكز رئيسية لتخزين القمح، بالإضافة إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي يُعتَبرُ القمح محصولها الأساسي.

وأعلنت المعارضة نيتها شراء القمح من الفلاحين لتغطية احتياجات المناطق المحررة من الطحين والخبز، ولو نجحت هذه الخطوة فستخفف من وطأة حصار النظام على المناطق الخارجة عن سيطرته وستحل أزمة الطحين في هذه المناطق.

من جهته، يعي النظام تماماً خطورة ما تقوم به المعارضة ومدى تأثيره عليه، لذلك فهو يحاول مواجهةَ هذه الخطوة بكل الوسائل التي تصل لحد تدمير الحقول ومنع الفلاحين من الحصاد.

وبدأ بإحراق المحاصيل المحيطة بأماكن تواجده، كما قام بقصف الأراضي البعيدة بُغيةَ إشعال الحرائق فيها ومنع المعارضة من الاستفادة ‏منها على مبدأ إما أنا أو لا أحد، دون اعتبار للفلاحين الذين يُعتبر محصولهم من القمح هو الدخل الأساسي الذي يعتاشون منه.

ويشكل القمح المحصول الأساسي في المنطقة الجنوبية، ويُنْتَج بكميات عالية فيها إن توافرت الظروف الملائمة لذلك. لكن النظام يصر على التضييق على المنتجين ومحاربة إنتاج القمح، حيث بدأ بحرمان المنطقة من الوقود والأسمدة، وصولا إلى محاولات تدمير المحصول بشتى الطرق دون تدخل من المجتمع الدولي.