لفت النائب نضال طعمة في تصريح الى ان "خطابان خطيران يهددان الساحة الوطنية اللبنانية اليوم، خطاب مشحون بالعصبية الطائفية تحت شعار استعادة حقوق المسيحيين، وخطاب شحنته القدرات العسكرية مدعية حماية البلد من خلال مغامرات مجنونة خارج البلد. خطابان في تكاملهما مع أجواء تهدد بشلل عمل الحكومة، يضعان البلد أمام تحديات كبيرة، وبالتالي سيتحمل اللبنانيون المزيد من تبعات غياب الدولة، ومسار عمل المؤسسات".

وسأل طعمة: "ماذا يريد الجنرال عون اليوم؟ وماذا يقصد باستعادة دور المسيحيين؟ وعن أي دور بالضبط يتحدث؟ جاء اتفاق الطائف ليضع حدا للحرب الأهلية في البلد، الذي انتجته الصيغة الطائفية والتركيبة المذهبية في البلد. فهل يريدون العودة إلى المارونية السياسية والسنية السياسية والشيعية السياسية؟ إن اللبنانيين ودون أن يتنكروا لانتماءاتهم الدينية هم بحاجة إلى خطاب وطني، وهوية وطنية. اللبنانيون يحتاجون اليوم إلى استعادة دور الوطن ومكانة الدولة، يحتاجون إلى الشعور بأنهم متساوون جميعا في الحقوق والواجبات في إطار مواطنة حقة".

اضاف: "لقد جاء اتفاق الطائف ليكون المعبر إلى هذه المواطنة، نحن لا نقول بمثاليته ولا بكماله، ولكن سوء تطبيقه، شوه الأهداف الوطنية المهمة التي يمكن أن نجنيها منه مرحليا، والكل يعلم استحالة تغييره اليوم، وخطورة طرح ذلك، فلماذا العودة إلى خطاب فئوي؟ وهل افتقد أصحاب هذا الخطاب أي وسيلة أخرى لشد عصب شارعهم؟

وقال: "إننا نتطلع إلى اللقاء الذي جمع الدكتور سمير جعجع بالعماد ميشال عون، كنواة يبنى عليها لتأمين جسور العبور إلى لقاء وطني أشمل، تتقاطع فيه مصالح الكل باستقرار نسبي يحفظ البلد كي لا يسقط البلد على رؤوس الجميع. ولكن يبدو أن البعض غير منسجم مع هذه الرؤيا ولم يقدر أهمية تجاوز الماضي باتجاه شراكة وطنية، بل يحاول الاستفادة من كل شيء من أجل تعزيز العصب الطائفي وهذا ما يجعلنا حذرين، وقد يفرغ مبادرة الدكتور جعجع من مضمونها، ويجهضها قبل أن تثمر. أما الخطاب الثاني والموغل في الاستقواء على الناس والنطق باسمهم دون إرادتهم، وتقديم نفسه كمخلص للبلد من خلال ترسانته العسكرية، فيريد أن يقنعنا أن مشروع تورطه في الصراع الإقليمي الدامي هو من أجل حماية لبنان من التكفيريين، متجاهلا أن الفكر التكفيري ينمو في بيئة التطرف والتفرد، ويشكل العنف المذهبي نبعا حقيقيا له. ما يحمي لبنان حقا هو أن نكون جميعا بإمرة الجيش اللبناني، بكل طاقاتنا وإمكانياتنا، لا أن نضع هذا الجيش في مواقع محرجة هو في غنى عنها، إلا إذا فرضها الآخرون، ولكننا للأسف الشديد نستجلبها بأنفسنا".

وأمل في "أن تنجح المساعي العاقلة في تذليل كل ما يهدد شلل عمل الحكومة، فالبلد يحتاج إلى تنشيط وتحريك، والناس يأملون في أن تسهم القوى السياسية في دفع الوضع إلى الأمام، وليس في إغراق البلد في المزيد من الجمود".