هي رسالة أقل ما يمكن وصفها "بالمؤثرة" كتبتها أم الشهيد محمد العيسى... الذي استشهد دفاعا عن وطنه السعودية ورفضا للطائفية... كتبتها بدموع وحرقة تحت عنوان "وداعا الى الابد يا بنيّ" وفي مقتطفات من الرسالة، كتبت الوالدة المفجوعة الآتي: "عنون ابني صفحته الخاصة عبر "انستغرام" بعبارة مؤثرة وكتب انه "يوما ما سيرى الاعمى بصمتي في هذا العالم وسيسمع الاصم بسيرتي".

وهذا ما حصل، فحتى الاعمى بامكانه ان يشعر بالصدى الذي خلفه ابني وراءه وبامكان الاصمّ ان يسمع بآخر سطر من قصته.

قدّم ابني حياته ليحمي المصلّين... اختار ان يموت فداء عنهم بدل ان يهرب للاختباء من الانتحاري الذي كان يهدد حياتهم.

وقد فعل ذلك لسبب واحد بسيط وفي نفس الوقت معقّد.

ابني محمد اعترض طريق الارهابي لانه يحمل عقيدة ميّزته عن غيره من الشباب.

كان يؤمن بمبدأ الانسانية وكل العالم رأى ذلك فيه بعد تضحيته بنفسه فداء عن مجموعة من المصلين كانوا برأيه أبرياء.

محمد خلف وراءه عملا شجاعا لن ينساه مئات من عبيد الله وملايين من الناس وحتى العالم أجمع.

قبل أيام قليلة على استشهاده عندما اعترض خطة إرهابي كان يحاول اقتحام جامع شيعي في الدمام بحزامه الناسف، تخرّج محمد من المدرسة الثانوية وكان يخطط للسفر الى لندن من اجل تحسين لغته الانكليزية.

أحب الحياة ولكنه اختار الطريق الاصعب...

لا احد يعلم قصة ابني أكثر مني اذ انا أمه ولن اتوقف يوما عن محاولة ايصال قصة بطولته الى العالم.

كان لطيفا ومحبّا وطيب المعشر واهم من كل ذلك كان طاهرا.

محمد لم يكن يوما طائفيا ولم يدعم يوما نداء للشرخ بين الشعوب.

وفي النهاية قتل على يد رجال طائفيين يسعون الى هذه التفرقة.

وقد اثبت باستشهاده ان الشباب يمكن ان يكونوا ابطالا ويحققوا الكثير.

نعم انا ام محمد العيسى الشهيد وعمة عبد الجليل ومحمد العربش الذين استشهدوا مع ابني دفاعا عن السعودية ورفضا للطائفية...

 

عن بيان أصدرته والدة الشهيد الصحافية السعودية كوثر الأربش