بدأت إسرائيل  مناورات عسكرية تحت اسم "نقطة تحول 15"، وهي مناورات سنوية تقام تنفيذاً لمقررات لجنة "فينوغراد" لتفادي الإخفاقات التي وقع بها الجيش الإسرائيلي خلال حرب تموز 2006، حيث وضعت إسرائيل في هذه المناورات احتمال تعرضها لقصف متزامن من غزة ولبنان.
فمنذ العام 2007 وبعد العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، دأبت إسرائيل على إجراء مناورة عسكرية سنوية سمتها "نقطة تحول".

عاماً بعد عام تحاول إسرائيل استخلاص العبر من الحروب التي شنتها على غزة ولبنان، سعيًا منها لتعزيز جبهتها الداخلية في أي حرب مقبلة.

وبعد انطلاق مناورة نقطة التحول الخامسة عشرة التي تعد الأضخم، نظراً لأنها المرة الأولى التي يجري فيها الجيش الإسرائيلي تدريبًا أركانياً تشارك فيه أذرع البر والبحر والجو في موازاة المناورة، وهي المرة الأولى أيضاً التي لا تطلق خلالها صفارات الإنذار في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة.

فبعد ما كانت تصف صواريخ القطاع بالعبثية يبدو أن إسرائيل باتت أكثر قلقاً حيال هذه الصواريخ.. ففي أي مواجهة مقبلة، سوف تضطر إلى التعامل مع آلاف الصواريخ الغازية التي قد تطلقها مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية.

صاروخ "القسام" الذي جرى تطويره أكثر من مرة، والذي يصل مداه إلى 20 كيلومتراً، هذا عدا صاروخ "فجر 5" الإيراني الصنع، والذي يصل مداه إلى 80 كيلومتراً، صواريخ “غراد” الروسية الصنع والتي يصل مداها إلى 40 كيلومتراً.

هذا عدا عن صواريخ حركة حماس المتطورة مثل صاروخ “إم 302" و "آر 160" ومداهما يصل أيضاً إلى 160 كيلومتراً.

مناورة إسرائيل تفترض قصفاً متزامناً من غزة ولبنان، والمتوقع من حزب الله في أي مواجهة قادمة، وبحسب المعلومات المتوافرة لدى إسرائيل يبدو أنه سيكون مرعباً بالنسبة لتل أبيب.

فمن صواريخ "الكاتيوشا" إلى صواريخ "رعد" و "فجر" و "زلزال"، إضافةً إلى صواريخ "فاتح 110"، و "أم 600" و "سكود" و "ياخونت" وغيرها من الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى، والتي قد تطلق بغزارة يومية تجاه أي مدينة إسرائيلية على طول الخريطة، يبدو أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستكون في وضع لا تحسد عليه.

هذا بخصوص غزة ولبنان فقط، أما إذا أردنا إدخال الجولان السوري في المعادلة، ولاسيما مع تحوله إلى جبهة  جديدة، فيمكن القول إن سيناريو الجبهات المتزامنة ضد إسرائيل يمكن أن يحدث صدمةً قد لا تستطيع تل أبيب تجنبها حتى عبر مناوراتها السنوية.