ماذا قال العماد ميشال عون لوفد الاحزاب اللبنانية في 8 آذار الذي زار الرابية بكل مكوناته السياسية بمن فيها ممثل حركة امل محمد جباوي الذي جلس الى جانب العماد عون للتأكيد على وحدة موقف 8 آذار بتأييد طروحات العماد عون ومبادرته التي لم يتبلغ العماد عون بعد اي رد رسمي عليها من قوى 14 آذار، وكل الردود جاءت من باب الحرتقات السياسية لكنه لم يتبلغ اي شيء رسمي كما قال العماد عون لوفد 8 آذار، مؤكدا على ان مبادرته هدفها انهاء الشغور الرئاسي وانه يعمل لكي تحصل الانتخابات غدا انطلاقا مما تضمنته مبادرته.
وحسب وفد 8 آذار فإن العماد عون ابلغهم انه ينتظر اتصالات جنبلاط مع الحريري بشأن تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش وان جنبلاط اتصل بالحريري وتمنى عليه القبول بتعيين العميد روكز وان الحريري طلب مهلة للرد، لأن جنبلاط وحسب الوفد تبين له ان الفيتو على تعيين العميد روكز من تيار المستقبل الذي يريد انتخاب رئيس للجمهورية قبل تعيين قائد للجيش والفيتو ليس اقليميا ولا دوليا. كما اكد للوفد على مواقفه السابقة لجهة رفض الفصل في التعيينات واكد عون ان تعيين العميد روكز قائدا للجيش ليس منة من «المستقبل» و«ما يربحنا جميلة»، وهو مسيطر على وزارة الداخلية والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي وشعبة المعلومات ووزارة العدل. كما جرى البحث في الموضوع الرئاسي واشار العماد عون الى انه ليست هناك مبادرة فاتيكانية وهذا كلام اعلامي. ومن يريد خطوات جدية في الملف الرئاسي عليه ممارسة الضغوط لاقناع السعوديين بتسهيل الاستحقاق الرئاسي. وتطرق كذلك النقاش الى ملف عرسال فأبدى عون ارتياحه لاجراءات الجيش الاخيرة في عرسال والذي يحتاج ايضا الى دعم سياسي وتغطية القوى المشاركة في الحكومة لاطلاق يد الجيش لضرب الارهابيين هناك ومنع تحويل البلدة الى رقبة بيد هذه القوى.
هذا مع العلم ان الجنرال عون سيعلن المزيد من المواقف خلال لقاءات مع طلاب التيار الوطني الحر اليوم وغدا.
وفي ظل هذه الاجواء فإن الاتصالات لايجاد مخرج لملف التعيينات ما زالت قائمة ومكثفة جراء ادراك الجميع لخطورة الموضوع وبالتالي فإن جلسة الاثنين الحكومية ستكون مفصلية لجهة سير الامور في البلاد، فإما بقاء الحكومة او حدوث شلل نهائي في البلاد حتى حصول التعيينات. واذا لم تحصل التعيينات، وهذا امر محتمل، فان جلسات الحكومة ستعلق وسيشملها الفراغ بعد المجلس النيابي الذي تنتهي دورته العادية غداً الاحد، ولا يمكن للمجلس بعدها عقد اي جلسة في ظل عدم فتح دورة استثنائىة له من قبل الحكومة وبالتالي فإن المجلس سيبقى معطلا حتى اول ثلاثاء بعد منتصف تشرين الاول المقبل.
وشددت مصادر سياسية على ضرورة خروج الحكومة بقرار سياسي في جلسة الاثنين يعطي الضوء الاخضر للجيش لتحرير جرود عرسال من الارهابيين. 
واستغربت المصادر ما صدر عن وفد كتلة المستقبل الذي زار سلام والمشنوق امس من خلال اعطاء توصيفات غير صحيحة للوضع في عرسال وصلت الى حدود اعتبار جرود عرسال غير لبنانية.
لكن المصادر لم تجزم بأن جلسة الحكومة بعد غد الاثنين ستكون حاسمة من حيث الخروج بقرار سياسي حول عرسال، مشيرة الى ان قوى 8 آذار حريصة على عدم اسقاط الحكومة، وهي لذلك تنتظر ما سيطرحه رئيس الحكومة ووزراء المستقبل، لكن المصادر اكدت ان وضع جرود عرسال لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه اليوم وما يشكله هذا الوضع من مخاطر على منطقة البقاع خصوصا ولبنان عموما، وقالت انه اذا لم تعمل الحكومة على معالجة هذا الوضع فمعركة عرسال ستحصل في الوقت المناسب.

ـ العمليات العسكرية في جرود القلمون ـ

وفي ظل هذه الاجواء تواصلت العمليات العسكرية لحزب الله والجيش السوري في جرود القلمون فيما ضيّق حزب الله الطوق على التكفيريين في جرود عرسال وكذلك باتت المعركة حتمية، وكذلك فإن قرار تنظيف جرود عرسال من التكفيريين محتم ولا رجوع عنه، وعمليات القضم ستتواصل خصوصا ان اهالي العديد من القرى البقاعية في قضاء بعلبك اعلنوا وقوفهم الى جانب حزب الله واستعدادهم للمشاركة في عملية دحر التكفيريين، ويرفضون بقاء هؤلاء في جرود عرسال وما يشكلون من خطر على المنطقة كلها، ورفعت يافطات في معظم قرى بعلبك تطالب بالقضاء على الارهابيين في الجرود.
وفي المقلب الآخر، فإن نواب «المستقبل» زاروا مع وفد من اهالي عرسال الرئيس تمام سلام وأكدوا الوقوف الى جانب الدولة والجيش اللبناني رافضين ان يكون اهالي عرسال وسيلة لابتزاز الجيش، مؤكدين ان عرسال ليست جزيرة وحدودها عكار وطرابلس والطريق الجديدة ومجدل عنجر وسعدنايل، محذرين من الاقدام على اي مغامرة قد تطال عرسال واهاليها.

ـ موفد فاتيكاني الى بيروت ـ

على صعيد اخر وصل الى بيروت بعد ظهر امس وزير خارجية الفاتيكان السابق المونسنيور دومينيك مامبرتي الذي يشغل منصب رئىس المحكمة العليا للامضاء الرسولي على رأس وفد فاتيكاني.
وسيعقد اجتماعات في بيروت منها كنسية ومنها سياسية وفيما تحدثت معلومات عن ان الموفد البابوي سيناقش موضوع الشغور الرئاسي وحرص الفاتيكان على موقع رئاسة الجمهورية المسيحي، في حين اشارت معلومات اخرى الى ان التركيز سيكون على الجوانب الكنسية وان الموفد البابوي لا يحمل اي مبادرة.