بعد الهبّة الباردة التي لفحت ملف عرسال نتيجة السقف المضبوط في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس وانتشار الجيش في المدينة بالتزامن مع هذه الجلسة، بقي ملف التعيينات على حرارته المعهودة و«المضبوطة» أيضاً وسط تأكيدات مستمرّة من وزيرَي الدفاع نائب رئيس الحكومة سمير مقبل والداخلية نهاد المشنوق على التمسّك بمواعيد هذه التعيينات في الجيش وقوى الأمن الداخلي. فيما استنكر الرئيس سعد الحريري الانفجار الذي استهدف مسجد العنود في مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية، واصفاً اعتقاد تنظيم «داعش» بأنّ الردّ على التدخّل الإيراني في الشؤون العربية يكون بالانتقام من أبناء الطائفة الشيعية في المملكة أو لبنان أو العراق أو سواها، أنّه عبارة عن «تفكير أسود لا يمّت إلى قِيَم الإسلام والعروبة بصلة».

واعتبر الحريري الانفجار «عملاً خسيساً لا غرض منه ولا غاية سوى النفخ في رماد الفتنة واستدعاء الوباء المذهبي الذي تحرّكه جهات معلومة إلى الداخل السعودي». وأكّد أنّه لن يكون هناك «ردّ مسؤول ورادع على مثل هذه الجرائم الإرهابية أفضل من الرسالة التي وجّهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، بعد الانفجار الذي استهدف بلدة القديح في القطيف». وأوضح أنّ هذه الرسالة هي «التي تحدّد خطوط المواجهة مع الإرهاب والساكتين عنه والمتعاطفين معه، وتضع وحدة النسيج الوطني السعودي وحمايته من أي تهديد في أولوية الاهتمامات التي ترعاها الدولة».

عرسال تردّ

في الغضون، ردّت عرسال أمس على حملة التهويل والتشكيك التي استهدفتها من بوّابتي دور الجيش في عرسال والتعيينات العسكرية، من خلال الزيارة التي قام بها وفد من أهلها لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.

وقال النائب جمال الجراح الذي تقدّم الوفد والنائب زياد القادري بعد اللقاءين أنّ أهل عرسال «كانوا في غاية السعادة لوجود الجيش اللبناني بينهم»، مؤكداً أنّ أهالي عرسال «ليسوا ممرّاً لأي موقع من المواقع وليسوا طريقاً للنيل من الجيش أو من قيادته»، وواصفاً استخدام عرسال في الخلاف السياسي بالأمر «الخطير».

مقبل

بدوره، قال الوزير مقبل لـ«المستقبل» انّه يرفض «التهويل» الذي يُستخدَم في ملفَّي عرسال والتعيينات العسكرية، وقال: «لا أقبل بالتهويل الذي يُمارَس ضدّ الجيش وقيادته فهذا ينعكس سلباً على معنويات الجيش، وقد فشل هذا التهويل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، كما فشل مع انتشار الجيش في عرسال».

أمّا بشأن موقفه في ما يخص قيادة الجيش في اطار ملف التعيينات الذي سيُثار في جلسة مجلس الوزراء بعد غد الاثنين، فقال مقبل: «لا يمكن البتّ بهذا الموضوع قبل الموعد المحدّد بنهار واحد وهو أيلول المقبل، عندما نصل إلى أيلول نقرّر ما يفترض القيام به، لا ينفع التهويل معي، لكل استحقاق موعد ولا يجوز استباق هذه المواعيد أو ربط ملفَّي التعيينات في الجيش وفي قوى الأمن الداخلي».

المشنوق

أوساط مقرّبة من الوزير المشنوق أكدت لـ«المستقبل» أنّه متمسّك بالموقف الذي أعلنه في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، وهو انّ ملف تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي أو التمديد له أو اتخاذ أي خيار آخر يعود لوزير الداخلية، وهو سيؤكّد هذا الموقف في جلسة بعد غد الاثنين وأنّه لا يزال أمامه متّسع من الوقت حتى الرابع من حزيران.