تشهد بكركي قبل ظهر اليوم لقاء لعله الاول من نوعه من حيث اتساعه وحجمه ودلالاته اذ من المتوقع ان يضم عددا كبيرا من نواب كتل ١٤ آذار وأحزابها وتياراتها الى عدد من النواب والسياسيين المستقلين . يأتي هذا اللقاء ليشكل تتويجا للتحركات والمواقف التي انطلقت امس في ذكرى مرور سنة على بدء ازمة الفراغ الرئاسي ، ويتوقع ان يلقي خلاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة وصفت بأنها ستكون على جانب من الاهمية في شان ما بلغته الازمة الرئاسية من انسداد ، كما لم يستبعد بعض المعطيات المتوافرة في هذا الصدد بان تتضمن الكلمة رسائل مباشرة برسم معطلي الانتخابات الرئاسية . وستكون لعدد من النواب من ممثلي الكتل النيابية والنواب الذين يشاركون في جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية كلمات تتضمن توجهات ومواقف من الازمة بعدما طوت سنتها الاولى .

يكتسب لقاء بكركي الموسع أهميته اليوم لكونه سيشكل اطارا سياسيا ونيابيا متعدد الطائفة وليس مقتصرا على الكتل والقوى المسيحية وحدها بهدف اطلاق موقف جامع ضاغط من انتشال ازمة الرئاسة من التوظيف الداخلي والاقليمي والدفع نحو تشكيل قوة ضاغطة على معطلي الانتخابات واظهارهم خارج اطار الأكثرية الغالبة التي ترغب في وضع حد لازمة الفراغ الرئاسي . وكانت سبقت هذا اللقاء امس مجموعة تحركات ومواقف غلب عليها الإطار المسيحي بدأت بعقد اللقاء التشاوري في منزل الرئيس أمين الجميل وحضور الرئيس ميشال سليمان والوزير بطرس حرب ووزراء الفريقين اتخذ موقفا واضحا من تحميل المقاطعين مسؤولية الفراغ الرئاسي كما رفض الاتجاهات المتعلقة بعقد مؤتمر تأسيسي . ثم كانت للرئيس أمين الجميل لاحقا ندوة حوارية في نادي الصحافة حذر فيها من ان اي مؤتمر تأسيسي راهن وتلاعب بالدستور لن يكون لمصلحة المسيحيين كما رفض ان يكون المسيحيون ابناء ذمة عند داعش كما عند حزب الله . وجاء الموقف الثالث البارز على لسان نائب رئيس الوزراء السابق النائب ميشال المر الذي أعلن عقب استقباله وفدا من نواب التكتل التغيير والاصلاح ان الاولوية هي لانتخاب رئيس الجمهورية وليس لأي مبادرات قبل الانتخاب الرئاسي موضحا انه سيشارك في لقاء بكركي اليوم .

 

وتعتقد اوساط نيابية بارزة في قوى ١٤ آذار ان لقاء بكركي سيشكل تطورا مهما من ناحية بلورة الإرادة الغالبة لدى المسيحيين والمسلمين لانتخاب رئيس للجمهورية تحت كنف الموقف الضاغط لبكركي في هذه الازمة وان الحركة والحيوية اللتين ستنجمان عن هذا اللقاء ستتواصل بطرق مختلفة لاحقا اذ يشدد عدد من النواب المعنيين على ضرورة ان يطلق لقاء بكركي دينامية متواصلة سواء عبر اطار ثابت او متحرك تكون بكركي مرجعيته من اجل توظيف التململ الواسع الذي طبع الرأي العام اللبناني والمسيحي في ذكرى مرور سنة على الفراغ والدفع بضغوط متنامية من اجل انتخاب رئيس للجمهورية .