سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.

ولد في بلدة إبْكَشتين (الدبية - الشوف - لبنان)، وتوفي في الولايات المتحدة الأمريكية، وثوى رفاته في ثرى بلدته.

عاش في لبنان، وسورية، والعراق، ومصر، والآستانة، والهند، وسويسرا، وعدد من بلاد أوربا، وأمريكا وإيران.

تلقى تعليمه الأولي عن المطران عبدالله البستاني، ثم التحق بالمدرسة الوطنية ببيروت (1863 - 1871) ودرس العربية والفرنسية والإنجليزية متتلمذًا على ناصيف اليازجي، ويوسف الأسير، ودرس بعدها الفارسية فأتقنها ودرس بها الفردوسي وسعدي وحافظ الشيرازي وعمر الخيام، كما درس السريانية والإسبانية والإيطالية، وأتقن التركية، وألم بالألمانية والروسية والعبرية، وحفظ ألفية ابن مالك.

في الآستانة درس اليونانية القديمة.

عمل محررًا في الصحف: «الجنة»، و«الجنان»، و«الجنينة».

عمل معلمًا في المدرسة الوطنية، ثم سافر إلى العراق حيث عمل بالتعليم في عدد من مدنها، انصرف بعدها إلى التجارة في التمر، وقد استقر في بغداد، وعين عضوًا في محكمتها التجارية، وتولى إدارة شركة المراكب العثمانية السائرة بين بغداد والبصرة، ثم عاد إلى بيروت، ومنها إلى الآستانة.

قصد مصر (1896) حيث أسهم في تحرير دائرة المعارف وإعداد بعض موادها، عاد منها إلى مسقط رأسه مستأنفًا تعريب الإلياذة إلى جانب إعداد دائرة المعارف، انتخب (1908) على إثر إعلان الدستور العثماني هو وأحمد رضا بك الصلح نائبين عن بيروت وأقضيتها في «مجلس المبعوثان العثماني» وانتخب رئيسًا ثانيًا لهذا المجلس (1910)، واختاره السلطان محمد رشاد عضوًا في مجلس الأعيان وولي وزارة التجارة والزراعة والمعادن والغابات (1913) فنظم البنك الزراعي ومدرسة الغابات.

أسس النقابات الزراعية والصناعية في تركيا، وحفظ غور بيسان لأصحابه العرب من مطامع الصهيونية.

قام بعدة رحلات علمية وثقافية إلى بعض البلاد العربية: نجد واليمن، دارسًا شؤون أهلها وخالطهم، واكتشف قبيلة الصلب.

شارك في كتابة دائرة المعارف وتحريرها.

 

الإنتاج الشعري:

- له من القصائد: «الداء» و«الشفاء» - قصيدتان كتبهما في سويسرا (1918، 1919)، ونشرتا في القاهرة (1920)، و«إلياذة هوميروس» - معربة شعرًا في أحد عشر ألف بيت ووضع لها مقدمة وافية، ومعجمًا عامًا وفهارس - مطبعة الهلال - القاهرة - 1904 (1260 صفحة).

 

الأعمال الأخرى:

- صدر له من المؤلفات: «لكل فن ومطلب» (قاموس عام) - اشترك في تأليفه بعد وفاة سليم البستاتي وطبع - 1884، و«عبرة وذكرى»، أو الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده - مطبعة الأخبار - القاهرة - 1908، و«طريقة الاختزال العربي» - نشر مختصرًا في الجزء التاسع من دائرة المعارف تحت عنوان: ستينوغرافيا، وطبع منفصلاً في القاهرة، وله عدد من المقالات نشرت في «الجنة»، و«الجنان»، و«الجنينة»، بالإضافة إلى أبحاث قيمة في المجلدات الأولى من دائرة المعارف، ومقالات باللغة الفرنسية والإنجليزية والتركية والفارسية، وله مذكرات باللغة الإنجليزية تتناول مظاهر الحياة العربية وتعليقه على الأحداث السياسية التي عاصرها، وتاريخ العرب، وديوان العرب الحاليين (مخطوط).

شاعر مجدد، تجاوز ما كان سائدًا من أغراض الشعر في مطلع القرن العشرين، ووفق بين الأصول العربية ومستجدات العصر والحياة المتطورة مما جعله ينوع في قوافيه ويسجل كثيرًا من رؤاه الأدبية والشعرية بصورة عملية في عمله البارز «نظم إلياذة هوميروس» وفي مقدمته التي تعد من الآثار الرائدة في البحث الأدبي ومقارنة الآداب، أما قصيدته «الداء» في وصف معاناته إبان مرضه، فقد أحاطت بأوجاع المريض وضيق صدره وتأففه حتى من المبالغة في رعايته. في الصورة المقابلة «الشفاء» فرح بمظاهر الطبيعة ووصف بهيج لجبال سويسرا وحقولها ومظاهر الحياة فيها. تجاوبت معه رشاقة الوزن وتنوع قوافي المقاطع بما يقارب نظام الموشحة، وما تستدعي إيقاعاتها من غنائية مفعمة.

أقيم له حفل تكريم في فندق شبرد بالقاهرة (14 من يونيو 1904) بمناسبة صدور كتابه «إلياذة هوميروس» حضره الزعيم سعد زغلول، والإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية آنذاك، وتوفيق البكري نقيب الأشراف.

أقيمت حفلات لتأبينه في المهجر.