لقد تخطت جبيل بحضارتها ونقوشها ، بفينيقها ، وإبداعها وإصرارها على خلق الحياة ، لبنان إلى العرب والعالم  ، فجبيل هي "التفاحة الذهبية " ، تلك التفاحة التي نبت من بذورها  ثاني أجمل شجرة ميلاد بالعالم لعام 2014 ، شجرة أنارت لبنان في ظلامه ، وشمخت عالية لتقول :

هنا جبيل ، من هنا لبنان ، من هنا التسامح والمحبة والعيش المشترك .

وليس غريباً  على "مهد الأبجدية " وأم قدموس  ، والمعرفة  ، أن تكون دوماً هي الحاملة لشعلة المحبة والإستمرار .

حتى نستطيع أن نقول جبيل هي طائر الفينيق الذي لا يموت !

 

حيث أن جبيل لم تخلع ثوبها الأثري ولم تسرق المدنية منها ومن أسواقها العراقة ، ولم تهدم بقايا البيوت والقصور ، فظلت بأبراجها بكنائسها ومساجدها ومرافئها ، أيقونة الجمال ، لتحصد عن جدارة لقب ثاني مدينة مأهولة في العالم .

هذه المدينة التي إستحقت بكل ما بها من جمال توضأ بالفطرة ، ومن شعب أحب الأرض والحجر والجرس والمئذنة ، أن تكون أفضل مدينة سياحية عربية لعام 2013  .

ولم تتوقف المسيرة هنا ، فعاصمة لبنان التراثية أبت إلا أن تحصد لهذا الوطن وساماً جديداً ، فها هي اليوم عاصمة السياحة العربية لعام 2016 ، هذا اللقب الذي لا يمنح إلا بمعايير محددة تحلّت بها مدينة الذهب ، وأخذت اللقب .

والمميز في جبيل أن طابعها السياحي غير محدود فهي تغني جمالاً وترقص أثاراً لكل الأعمار ، ولكل الأذواق ، حيث أنها مدينة تاريخية بروح عصرية ، وهذا ما يجذب هواة الجمال لهذه المدينة .

 

والأمجاد التي حققتها جبيل تعود لرئيس بلديتها زياد حواط الذي منذ انتخب عام 2010 ، وهو يعمل  لأجل مدينته ، كعاشق يتفانى لإبراز جمال معشوقته ، وكرسام صادف لوحة مهملة فبدأ يظهر ما بها من فطرة الألوان .

هذا ما صنعه زياد ، آمن بالمدينة القديمة فآمنت به والتفت حوله شعباً وحضارة وتراثاً ، ولقب بعد لقب ، أثبت جدارته ، جعل منظمة السياحة العالمية التابعة للأم المتحدة تمنحه "وسام الاستحقاق الذهبي " تقديراً لإنجازاته .

وحسب تصريح زياد حواط يقول : جبيل أعطتني التفاؤل ، ونحن نقول ، هو بالألقاب التي حصدها منح التفاؤل لكل لبنان لكل الشعب اللبناني .

مبارك جبيل ، مبارك يا مهد الأبجد ، مبارك زياد ، أنتم الوطن المصغر وأنتم صورة الوطن التي نفتخر أن تكون رسالة عابرة لكل العالم ، عابرة علماً وثقافة وجمالاً وسياحةً وأملاً .