لم يكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، مرتاحاً في الإطلالة الأخيرة وحاول أن يستجمع قوّته ليحسّن من معنويات جمهوره، ولأول مرة وعلى غير عادته كان هادئاً . 

ربما هذا لافتاً للنظر ، لكن ما هو لافت أكثر أنه ولأول مرة في تاريخ الحزب يصدر حزب الله بيانات تدحض ما يتم تداوله ، إما عن عدد شهدائه وإما عن انسحاب "جيش الفتح" من دون معارك قتالية .  

 

فلماذا أقدم الحزب الذي كان لم يعر أهمية لما يقال عنه على الرد هذه المرة؟   

ممّ لا شكّ فيه أن تقرير "وكالة إرنا الإيرانية" قد أربك الحزب في معركته ، فتارةً  يقول أن المعركة في بداياتها لنسمع إعلاميا عن إشتباكات وتسلل، وتارة يتم التداول عن معارك قاسية يخوضها الحزب، ليتم الإعلان عن "شهداء قادة" .

  وهذا دليل على الخوف الذي يعيشه الحزب من خسارة ربما قد تطيح بقيادات فيتأثر مقاتليه سلبياً ويفقدون الحماسة في هذه المعركة ، أو دليل على أنه إن تمّ خسارة الحزب لهذه المعركة سيتم إلقاء اللوم على وكالة إرنا باعتبار أنها كشفت مخطط المعركة .  

ولا تقف الأهمية هنا ، إذ أن توقيت نصرالله والتحدث عن المعركة من أجل رفع المعنويات ، خصوصاً بعد ما تعرض له من ضغوطات من الداخل اللبناني لكي لا يدخل بمعركة قد تُدخل لبنان بصراعات نحن بغنى عنها ، خرج السيد ليرد وليعطيَ المقاتلين هدفا لعدم التراجع .  

وبعد أن أعلن "جيش الفتح"، عن مقتل 40 عنصراً للحزب، وتمّ تداول هذا الخبر بين جميع مواقع التواصل الإجتماعي وبين الإعلام ، لنسمع في نفس الوقت عن مقتل القيادي في الحزب "عليان ونجار ونصر الدين" .  

شعر جمهوره ومؤيديه بأنّ الخسارة موجودة لا محال منها وبأن الاسد قد أطيح به ، بإعتبار أن خسارة المعركة تعني رحيل الأسد .   

وإنطلاقاً من هنا ، شعر الحزب أنّ بياناً منه قد يعيد الثقة لجمهوره وخصوصاً أنّ الجمهور "بيمشي متل الأعمى ورا رئيسو"، كما أنّ الحزب أكد في بيانه أن هذه المعلومات كاذبة ولا أساس لها من الصحة .  

وإنطلاقا من هنا ، نستطيع القول أنّ الحزب ولأول مرة قد شعر بخطر الهزيمة وخصوصاً أنه في علم النفس لتسيطر على الآخر إجعله يشعر بقوتك وسلطانك ، كما أنّ الشعور بالإحباط الناتج عن الخوف من الخسارة ، هو سببٌ يؤدي للإطاحة بهم بشكل كلي .

"الحرب النفسية أساس للنجاح أو للخسارة بأي معركة " وهذا ما اعتمده أصحاب اللون الأصفر ليطمئنوا أنهم لم يهزموا وليطمئنوا جمهورهم .  

فهل بدأ الحزب بالإنهيار أمام جبروت الحرب النفسية التي يقودها "جيش الفتح"؟