من بعد اختفاء طويل عن الساحة السياسة وعن ساحة السجالات الخطابية ، ها قد عاد النائب الشيعي المنتخب عن مقعد زحلة .

لنتساءل ، لماذا تأريخ هذه العودة في هذا التوقيت بالذات ، وكأن تيار المستقبل ضبط توقيت عودة " صقره" ، على الساعة التي يتراجع به الحزب عن "فرعونيته" ، وينال بها الهزائم على الجبهتين السورية والايرانية ، وفي سياق الحديث عن التخلي الايراني عن "بشار" ، وتمسك السيد به .

 

اختيار التوقيت طبعاً ليس بمحض صدفة ، فغياب عقاب في الفترة الزمنية الماضية التي كانت بها الجو عبارة عن هدنة بين المستقبل وحزب الله  ، ليعود الآن في أوج الصراع بين الطرفين والاحتدام الخطابي، وفي المرحلة التي تراجع بها "السيد" عن تصعيده الكلامي (بعد ما ناله من هزائم وانتكاسات ) ، هو تكتيك ، من تيار المستقبل .

 

فعقاب اليوم ومن منبر بولا وشاشته الزرقاء ، سيشهر سيفاً (اختفى لزمن) ، ضد الحزب .

وكأن الحريري أراد من إعادته لمحور السياسية اللبنانية أن يوجه نقداً للحزب من عمق الشارع الشيعي المعارض والذي يمثله "عقاب صقر " ، فعقاب صاحب المواقف السياسية ، واللهجة الخطابية (المهضومة) ، يبعد الملل عن الساحة السياسية التي تعبت من "فزلكة" السياسيين وخطاباتهم (الباردة) .

فعودة "عقاب" وبلا شك ، ستدخل (نكهة مميزة) على الواقع السياسي ، نكهة معارضة كما كانت وأكثر للحزب ، ورافعة لهجة الهجوم التي لا يختلف اثنان على أنها (لهجة حيوية مرغوبة) سواء كنا معارضين لمضمونها ام مواليين .