خلال مداهمة قام بها الجيش في باب الرمل وملاحقة في المئتين ، قتل أسامة منصور المطلوب الفار الذي أشيع منذ يومين تواجده في طرابلس ، لينقسم الشارع الطرابلسي بين من بشر الشهيد بالجنة ومن توعد للارهابي بالنار . فمن هو اسامة منصور !

هو ابن التبانة المتهم بمبايعة الدولة الاسلامية في طرابلس والصادر بحقه عشرات مذكرات توقيف (فكلما رميت قنبلة على الجيش اللبناني أو أطلق النار على أبناء جبل محسن اتجهت الاتهامات إليه وإلى مجموعته ) ، وقد سبق وصرح اسامة انه اقرب لجبهة النصرة من داعش كما اعتبر ان الخطة الأمنية غدرت به وبمجموعته . ولاسامة منصور ومجموعته موقف من مخطوفي الجيش وهو تحرير السنة وقتل الرافضة !

أما بحسب أهل التبانة الذين عرفوا اسامة منصور عن قرب فهو بالنسبة إليهم صاحب حق !

وأنه يحق لكل شخص الدفاع عن أرضه ومدينته؟ مقتل اسامة منصور البارحة شكل حدثاً أمنياً وشعبياً ، على الصعيد الأمني هناك انتشار مكثف للجيش اللبناني في شوارع طرابلس الهادئة والتي تعتمد سياسة ضبط النفس ، في حين شعبياً انقسمت ردود الفعل بين مقتل الارهاب واستشهاد البطل .

حتى على صعيد الشبكات الإخبارية الطرابلسية هناك من نقل الخبر معلناً قتل الارهابي وآخر نقله على أنه شهيد . وكما انقسمت الأخبار انقسم أهل طرابلس ، ليعتبر قسماً منه أن الدولة لا تفرض سيطرتها الا عالشباب السني وأن السنة في طرابلس هم مكسر عصا محملين أهل السياسة في لبنان عامة وطرابلس على وجه الخصوص مسؤولية الأمر . فيما تساءل البعض لماذا هذه البسالة ضد أهل السنة ؟

لماذا لم يعتقل من اغتال الحريري وهو معروف ولماذا تم تهريب من قاموا بتفجير مسجدي التقوى والسلام ؟

ومن هذا المنطلق اعتبر هؤلاء أن اسامة منصور يستحق لقب ( الشهيد ) لأنه وحسب قولهم هو مطلوب لدولة حزب الله وليس للدولة اللبنانية . وعلى الرغم من هذا الموقف فهؤلاء بالعمق ليسوا ضد القوى الأمنية ولا أجهزتها ولكن لومهم على التساهل مع المطلوبين بسائر المناطق ( فضل شاكر كما قال أحدهم فار ومعلوم مكانه لماذا لم يعتقل ) ، فيما قال آخر ( لماذا تم التساهل واطلاق بكفالة من قتل الطيار في الجنوب ولماذا هذه الحرب على السنة وهم يدافعون عن مناطقهم ) أما القسم الثاني فقد اعتبره ارهابياً وصفق لقتله ليشيد بالانجاز الذي حققه فرع المعلومات بتطهير طرابلس من الارهابيين الذي شوهوا المدينة وخطفوا وجهها الحضاري ، معتبرين أن لا شيء يعلو فوق الأجهزة الأمنية وأن كل يد تُمد على الجيش اللبناني سوف تحاسب وبشدة ، ومن ناحية أخرى لم يتردد المؤيدين للعملية التي قام بها فرع المعلومات بإنتقاد من ألصق صفة الشهادة بأسامة منصور الذي بالنسبة إليهم (فطس) . ولكن مع كل شيء ومع اختلاف الاراء ، أسامة منصور وجماعته هم (حالة) صنعتها السياسة الفاسدة ومولتها وأعطتها الدعم . لذا قبل محاسبة اسامة منصور ، الأحق محاسبة من صنع أسامة منصور !

فالكل يعلم أن أحداث طرابلس كانت تحركها جهات سياسية وأنه لو لم تعطِ هذه الجهات الضوء الأخضر للجيش لتنفيذ الخطة ولو لم ترفع الغطاء لما كان هناك خطة أمنية في طرابلس ولا مصالحة ؟؟؟

فالمشكلة ليست في صغار أحجار لعبة الشطرنج السياسية ، بل المشكلة باليد الخفية التي تحرك هذه الأحجار وأسامة منصور أحدها .

وطرابلس تحت سقف الدولة و رافضة للإرهاب ولكن كل ما يريده شعبها المعتر هو العدالة ، وأن تتعامل القوى الأمنية بحزم في كل المناطق وأن لا تكون طرابلس لوحدها هي المستهدفة !