متطلبات الحياة الصعبة ، غلاء الأسعار ، ارتفاع الايجارات ، معاشات لا تكفي ... كل هذه الأسباب وغيرها أوجبت دخول المرأة معترك العمل ... لتقدم هذه الأم العاملة ، المساندة تضحيات لا تنتهي على سبيل نفسها

آولاً وأطفالها

ثانياً . المبدأ والشعار هو (يد واحدة لا تصفق) هذه هي الأمثولة التي تسبق كل ارتباط (مصلحة) فتدفع بالشاب للبحث عن زوجة (موظفة) قد لا تكون على مستوى طموحه في بعض الأحيان غير أنها ترضي رغبته في سند يعاونه وهذا الأهم .

غير أن شراكة المرأة في العمل ضمن مجتمع ذكوري ، تجعلها عرضة للانتقادات ، حيث أن عملها يأتي على حساب تضحيات تقدم إزاء منزلها وبيتها و زوجها وأطفالها ، تضحيات تنتقد عليها و لا تقدر . فسماح (معلمة)وهي أم لثلاثة أطفال ، تؤيد عمل المرأة وتعتبر أن عملها نتيجة لزيادة متطلبات الحياة الباهظة ،غير أنها لا تنفي أنها قدمت تضحيات على مستوى صحتها ، واجباتها ، أطفالها ... ولكنها تضحيات في سبيل أسرتها . أما سمير (36 عاماً) فهو لا يؤيد ، لأن عمل المرأة (الأمومة)، فالمرأة عليها أن تقوم بواجباتها المنزلية ، حيث أن العمل يسبب تقصير اتجاه الزوج ، اتجاه الأولاد ، اتجاه المنزل . ويضيف بدل أن تعمل لتجيب سيرلنكية تقعد وترتاح وبلا الشغل . وعن

الضروريات يقول أن هناك أوضاع استثنائية (الزوج مريض ، عاطل عن العمل) فحينها تضطر المرأة للعمل . غير أنه يؤكد أن مملكة الأنثى هي منزلها . المعلمة هلا تقول أنها بالمطلق لا تؤيد عمل المرأة لأنه يؤدي إلى أهمال (وهي تتحدث عم تجربة شخصية ، حيث آن عملها سرقها من أطفالها ) .

وتستشهد بالآية القرآنية : " وقرن في ببوتكن ولا تبرّجن تبرج الجاهلية " ، وبالحديث النبوي القائل : " كلكم راعٍ وكل راع مسؤول عن رعيته " فالرجل حسب قولها مسؤول عن رعيته والمرأة في غياب زوجها مسؤولة عن رعيتها . في حين أن المحامي خالد يربط رأيه بنوع العمل وبمدى ضرورته مشيراً أن عملها يترتب عليه تضحيات عديدة .

وعلى مستوى آخر يؤدي عمل المرأة لحالات من الطلاق ، نتيجة استقلالها المادي وعدم حاجتها للرجل فإن خيّرت بين الوظيفة والبيت اختارت عملها وتخلت عن زواجها وأمومتها . فقد أخبرنا أحدهم ممن يعانون من مشاكل جرّاء عمل المرأة ، أنه عرض على زوجته أن تجلس في المنزل وأن تهتم بالأطفال وبالمقابل سيؤمن لها مردوداً يضاهي ما كانت تجنيه من عملها إلا أنها رفضت مما أدى للطلاق .

استقلالية ، هكذا ترى العاملات الأمر ، ففي سؤال البعض عن إمكانية ترك العمل والاهتمام بالعائلة ، قالت مايا : ( أنا لا أعمل لأجل المال ولكن أعمل لأحقق ذاتي وطموحي ولأقدم كل ما يحتاجه أطغالي ، وبالتالي عملي هو الأهم لأنه لهم ومن أجلهم ولا أظنه يؤثر على واجباتي فلماذا أتخلى عنه).

أما عائشة فهي تؤيد عمل المرأة لأن العمل هو رغبتها التي تعبت لتحققها لذا لن تتخلى ببساطة . أية تعتبر العمل هو ما يكسبها أهمية ويمنحها الاستقلالية ، ولكن لا مانع لها من تركها (ما في شي اهم من بيتي ) .

ومع اختلاف الآراء الطفل هو الضحية لعمل المرأة ، بحسب رأي شريحة واسعة من المؤيدين وغير المؤيدين .

حيث أن الطفل يحرم من عطف الأم ومن وقتها ويتربى أو عند الجدة ، آو في حضانة ، أو تحت رسمة (خادمة) .

غير أن المرأة العاملة هي ضحية بل والضحية الآولى ، فما بين عملها خارج المنزل و داخله خسرت الكثير من طاقتها وصحتها وحقوقها ... فهل هناك من يقدر ؟