نظم أهالي شهداء الجيش اللبناني في عبرا تجمعا تضامنيا مع شهداء الجيش فشارك أهالي شهداء الجيش في نهر البارد وعرسال وطرابلس وغيرها ,وجاء ذلك على خلفية ما يشاع عن تسوية يجري الإعداد لها في ملف المدعو فضل شمندر المعروف بالفنان فضل شاكر .
ومن الطبيعي جدا الوقوف الى جانب الجيش اللبناني وشهدائه خصوصا في هذه المرحلة التي يتعرض خلالها الجيش لاستهدافات سياسية وأمنية ومن الطبيعي جدا أيضا رفض المساومة على دماء شهداء الجيش والمؤسسة العسكرية نظرا للتضحيات الكبيرة التي قدمها هؤلاء الشهداء, ولكن الملفت في التجمع التضامني يوم أمس غياب التنظيم والتنسيق وكذلك غياب المرجعيات السياسية والنيابية عن هذا التجمع إذ لم يشارك في التجمع أحدا من الاحزاب السياسية وكذلك غاب الحضور النيابي بالكامل فاقتصر الأمر على أهالي الشهداء وذويهم.
وأدى غياب التنسيق والتنظيم إلى فوضى كبيرة في الكلمات ومضامينها فكانت الكلمات عبارة عن كيل الشتائم والإتهامات وربما يكون ذلك ناتجا عن المأساة الكبيرة التي يعيشها أهالي الشهداء إلا أن ذلك من شأنه أن يرتد سلبا على هذه القضية خصوصا وأن قيادة الجيش أعلنت منذ أيام وعلى لسان قائد الجيش نفسه أن لا مساومة في ملف فضل شاكر وأنه سيتم التعامل مع هذا الموضوع وفقا للأنظمة والقوانين التي تسري على غيره في هذه القضية.
وقد أظهرت الكلمات بتوجهاتها ومضامينها خروج التجمع عن أهدافه التضامنية مع الجيش وشهدائه وباتت الكلمات سياسية وانتقادية بامتياز وكانت في معظمها موجهة ضد فريق سياسي محدد  مما أثار مجموعة من التساؤلات حول جهات سياسية تقف وراء هذا التجمع من بعيد, وهل جرى استغلال شهداء الجيش وذويهم وأهاليهم للوصول إلى مآرب سياسية أخرى ؟
ولئن كان التضامن مع الجيش واجبا ومطلوبا وخصوصا في هذه المرحلة فإن حملات التضامن هذه يجب أن تنطلق من حركة شعبية وسياسية وإجتماعية كبيرة تحتضنها كافة المكونات الاجتماعية والسياسية في المجتمع اللبناني وبالتالي تكون هذه التجمعات قادرة على إيصال رسالة الدعم والتضامن التي يحتاجها الجيش وبذلك يتم تجنيب مثل هذه القضايا شهوة الاستغلال السياسي للأحزاب والقوى السياسية التي تحاول تسجيل موقف هنا وموقف هناك من خلال الاستغلال السياسي لهذه القضية .