تفيد نتائج الاستطلاعات العامة في الولايات المتحدة هبوط حدة الشعور بمعاداة إيران للولايات المتحدة عند الأميركيين.

وفق استطلاعات أجرتها مؤسسة غالوب الأمريكية يعتبر 9 في المائة من الأمريكيين، أن أكبر أعداء الولايات المتحدة، هو إيران، مما يظهر تضاؤلا قدره 7في المائة مقارنة مع 16 في المائة في العام الماضي.

وعند مقارنة تلك النتيجة بنتيجة العام 2012 أي العام الأخير لولاية محمود أحمدي نجاد، نحصل على معطى مذهل، حيث أن 32 في المائة من المواطنين الأمريكيين في العام 2012 كانوا يعتبرون إيران هي أكبر عدو للولايات المتحدة، بينما هذه النسبة لم تتجاوز 2 في خصوص روسيا و6 في خصوص كوريا الشمالية.

ولكن منذ بداية العام 2014 حصلت إيران والدول الست على اتفاق مؤقت خففت إيران وفقها من أنشطتها النووية إن من حيث مستوى التخصيب وإن من حيث عدد الأجهزة، وبالمقابل، رفعت الدول الست، بعض العقوبات الدولية المفروضة على إيران.

منذ ذاك التاريخ حتى اللحظة أجريت لقاءات عديدة بين الطرف الإيراني والطرف الأمريكي، وخاصة بين الوزيرين الخارجيتين، ظريف وكيري، لم يكن لها مثيل منذ انتصار الثورة الإيرانية عام 1979. ولا شك في أن تلك اللقاءات المتكررة، التي حصلت في أجواء حميمية، وآخرها تجرى في يومي الأحد والاثنين المقبلين خلال الجولة الجديدة من المفاوضات الثنائية التي تبدأ اليوم بجنيف، تركت تأثيرها على الجمهور الأمريكي، كما لاقت ترحيب الجمهور الإيراني الذي لا يرى ضرورة في استمرار عداء النظام للولايات المتحدة.

وفق الاستطلاع الجديد الذي تم خلال 8 حتى 11 من شهر شباط الجاري، تتصدر روسيا قائمة أعداء الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 18 في المائة، ليأتي الدور لكوريا الشمالية بـ 15 والصين بـ 12 ثم إيران بـ 9 في المائة. يبدو أن الأزمة الأوكرانية كانت لها أشد التأثير على الرأي العام الأمريكي، حيث أن نتائج الاستطلاع الأخير تظهر إجماعا أمريكياً على اعتبار روسيا مصدر التهديد الرئيس للولايات المتحدة، لأن هذا الاستطلاع يفيد بأن 49 في المائة من الأمريكيين يرون بأن القوة العسكرية الروسية هي أكبر مصدر لتهديد كيان الولايات المتحدة، بينما هذه النسبة لم تكن تتجاوز 32 في المائة في العام الماضي. وبين 51 في الائة المتبقية، 41 في المائة منهم يرون في روسيا مصدر تهديد مهم وليس حيوي.

 

 

بقلم:مجيد مرادي