"يا ريت عوقتنا كان وزير التربية بو صعب"،كلمات  نجدها على صفحات التواصل الإجتماعي بعد كل قرار يتخذه وزير التربية الياس بو صعب بتعطيل المدارس. فخوفا على التلاميذ يتخذ بو صعب القرار لكن التلاميذ يقدمون له الشكر لسبب إنهائه معاناتهم في الإستيقاظ باكرا أو القيام بواجباتهم المدرسية لكن

هل بو صعب يتخذ القرار المناسب؟

لم ينسى بو صعب دوره كوزير للتربية فمنح الطلاب حرية لإختيار قرارهم في التعليم حين قدمت عاصفة "زينا" واتخذ دور الأب الحنون لطلابه في عاصفة "ويندي" ففي كل عاصفة نجده يطلب إقفال المدارس يومين أو حتى تهدأ العاصفة.

ربما يكون هرمون الأبوة لديه مرتفعا ما يجعله يسارع لإتخاذ دور الحامي والخائف على الطلاب متناسيا أنه قد ينتهي العام الدراسي والمنهاج لم ينتهي فيقع الطلاب ضحية للدراسة في أوقات إضافية خصوصا أصحاب الشهادات المتوسطة.

ومن المعروف أن كثرة الإجازات  تؤثر سلبا على العملية الدراسية وعلى الطالب بحد ذاته حيث يضطر بعض معلمي المواد إلى ضرورة الاسراع في وتيرة إعطاء الدروس من أجل الانتهاء من المناهج المقررة وبالتالي يتعرض الطالب للكثير من الضغوطات بسبب كثرة المعلومات التي يتلقاها فيدفع به هذا الامر إلى التذمر من الدراسة والتهرب من الواجبات وأيضا الرسوب،هذا بالنسبة للطلاب ذات المرحلة المتوسطة فكيف بالطلاب الذين تقع على عاتقهم مسؤولية إثبات وجودهم المتفوق من خلال الحصول على الشهادة الرسمية والتمتع بنجاحهم بدل الإفادات؟

إذا" سيكون لا مفر لهم من الدراسة في موسم الراحة وبدل أن يهيئوا أنفسهم لإمتحانات رسمية فإنهم سيضطرون لأخذ دروسا في أوقات إضافية ما يتعب الطالب ويسبب له الإجهاد النفسي والجسدي ايضا خصوصا انه من المعروف أن الجهد النفسي كما الجسدي يؤثر على إنتاجية الطالب فبالتأكيد "بو صعب" ليس جاهلا بهذه السلبيات ولكن يبدو أنه يضع صحة الطالب فوق كل اعتبار فالمدارس اللبنانية ليست سوى مبان لا تتوفر فيها اي وسائل تدفئة لمثل هذا الوضع وحتى بعضها ليس مجهزا بملاعب لفصل الشتاء وأيضا وفي كل عاصفة ،الثلوج تقطع الطرقات في بعض المناطق ما يمكننا من إيعاز هذا الإهمال الذي تعاني منه المدارس الرسمية إلى الدولة اللبنانية التي يبدو انها تعاني من مرض تجاهل المسؤوليات وإلى الأحزاب اللبنانية التي تهتم كل منها بمدارسها للحصول على الأموال فكل حزب سياسي او ديني له مدارس خاصة به يحقق من خلالها ارباحا مالية طائلة  غير مدرك لوضع المدارس الرسمية المزري.

في الحالتين،الطالب هو المتضرر الأكبر وبهذا لا يحق لنا وضع اللوم على بوصعب لخوفه على الطلاب بل نوجه أسئلة للدولة اللبنانية  عن حقوق الطلاب في التعلم وعن تصرفها في حال كنا في مناطق اجنبية كروسيا وتركيا التي تتعرض لأشد العواصف في كل عام وفي الوقت نفسه تتابع شؤون الطلاب وتؤمن لهم كل متطلبات النجاح فقط ليحققوا الإنجازات بفضل طلابهم؟

لكن الدولة اللبنانية الآن لديها اولويات النزاع على السلطة مستهترة بشباب المستقبل  فيا دولتنا الكريمة ألم يحن الوقت لتهتمي بشؤون الطلاب  قليلا؟  

بقلم:ألاء حلاوي