في كل إطلالة إعلامية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتطرق فيها الى الاحداث السورية يحب التأكيد على اقتراب نهاية الازمة السورية واقتراب نهاية الاحداث وتسجيل النصر المؤزر .

درج السيد نصر الله على هده الحال منذ بداية الازمة السورية أي منذ أكثر من ثلاث سنوات حيث زعم أكثر من مرة على الاقتراب من النهاية فيما لا تزال الاحداث جارية على قدم وساق بل تشتد وطأتها يوما بعد يوم وتسجل الوقائع العسكرية والميدانية تطورات شبه يومية لا توحي بوصول أي طرف من الاطراف المتنازعة الى تسجيل انتصارات هنا او هناك .

كما أن الوقائع والمعطيات السياسية المتصلة بالازمة السورية جميعها تؤكد على أن لا حل في المدى المنظور ولا تزال جميع الاطراف المتنازعة على مواقفها .

وحده السيد نصر الله ومنذ ثلاث سنوات يردد في كل خطاب اقتراب نهاية الازمة في سوريا متجاهلا عن قصد أو غير قصد طبيعة الاحداث والوقاع التي تشهدها سوريا منذ ثلاث سنوات الى اليوم حيث لم نشهد بعد أي بصيص أمل يؤدي الى خروج سوريا من هدا النفق المظلم الذي دخلت فيه بل إن كل المؤشرات توحي عكس ذلك حتى أن النظام السوري نفسه لم يدع في يوم من الايام ومنذ بداية الازمة تسجيل أي تقدم أو انتصار وكذلك الامر بالنسبة الى المعارضة والمجموعات المسلحة الأخرى.

وإن إعلان السيد نصر الله مجددا في خطابه الاخير أن اللعبة في سوريا انتهت يأتي في وقت تشتعل فيه الجبهات في سوريا في أكثر من مكان وخصوصا المواجهات التي يخوضها الجيش السوري وحزب الله نفسه مع جبهة النصرة والمسلحين في الجنوب السوري ,وإن ادعاء نصر الله أن اللعبة انتهت في ظل هذا الوضع القائم وفي ظل هذه المواجهات من شأنه أن يضع علامات استفهام كثيرة حول هذه الادعاءات المتكررة بحسم المعركة في سوريا ,ما هي أهداف ومقاصد هذه الادعاءات إلى ماذا يرمي السيد نصر الله من ذلك ؟وهو في نفس الوقت يدعو جميع اللبنانيين الى الذهاب معه الى سوريا .

إن السيد نصر الله يتوجه بذلك الى جمهوره الخاص هذا الجمهور الذي يصغو إليه دون الرجوع الى الوقائع الميدانية المعاكسة التي تشهدها سوريا وربما يريد بذلك طمأنة هذا الجمهور بين فترة وأخرى وشد عصبه وبث روح الأمل والتفاؤل للتغطية على استمرار النزف الحاصل في حزب الله جراء التدخل العسكري في سوريا والذي ما زال يودي بحياة المزيد من الشبان وعناصر حزب الله على الاراضي السورية وقد شهدنا يوم أمس الاعلان عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوف الحزب جراء المعارك الدائرة في الجنوب السوري .

إن إصرار نصر الله الدائم على نهاية الاحداث في سوريا وبتعبير السيد نصر الله نفسه في خطابه الأخير " اللعبة خلصت بسوريا " ربما يشير أيضا الى أن اللعبة لا تزال في بدايتها .