شهدت الساحة اللبنانية في اليومين الماضيين مناسبتين وطنيتين كبيرتين الأولى مناسبة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري والتي أطل فيها رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري ,والثانية مناسبة استشهاد قادة حزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي والشهيد الشيخ راغب حرب والشهيد الحاج عماد مغنية حيث أطل في هذه المناسبة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله .
تمحورت كلمات كل من نصر الله والحريري حول هذه المناسبات وتطرقت الى الملفات اللبنانية وأحداث المنطقة .
اتسم الخطابان لبنانيا بأعلى درجات التهدئة والانضباط والايجابية وتلاقى كل من نصر الله والحريري على الاستمرار في الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله فيما أثنى نصر الله على دعوة الحريري لوضع استراتيجية وطنية لمواجهة الارهاب ودعى الجميع للمشاركة فيها .
كما أكدت كلمات الزعيمين نصر الله والحريري على مواجهة الارهاب أكدت أيضا على دعم الجيش والقوى الامنية في إجراءاتهم لمواجهة الارهاب لترسو صورة الملف اللبناني بعد هذين الخطابين على مزيد من التهدئة والانفتاح والحوار ومعالجة القضايا العالقة بانقتاح وايجابية .
على صعيد أحداث المنطقة والعالم شهد الخطابان تباينات شاسعة في النظرة الى الاحداث الجارية في المنطقة ككل ولوحظ استمرار السجالات بين الطرفين على مستوى الملفات المتعلقة بسوريا والبحرين والعراق وبعض الدول العربية الأخرى .
الزعيمان نصر الله والحريري نجحا لبنانيا الى حد ما فيما كرسا مبدأ الخلاف على القضايا والملفات الأخرى المتصلة بسوريا والمنطقة وفيما قدم نصر الله بالأمس مطالعة سياسية استراتيجية للأحداث الجارية في المنطقة وضرورة أن يكون للبنان دورا رياديا في هذه الأحداث إلا أن خطاب الحريري منذ يومين ركز على تجنيب لبنان تداعيات الاحداث الجارية في المنطقة وتكريس مبدأ النأي بالنفس الذي حفظه اللبنانيون عن ظهر قلب إلا أن تطبيقه كان بعيدا كليا عن أرض الواقع.
ولئن كان الخطابان على المستوى اللبناني على قدر من المسؤولية الوطنية في مقاربة الملفات والقضايا الداخلية إلا ان الطرفين مدعوان أيضا للنقاش والتوافق على دور لبنان إقليميا ودوليا سيما في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة والتي لم يعد لبنان بمنأى عنها وتجازت الازمة القائمة في المنطقة حدود الدول والطوائف وباتت الازمة أزمة إقليمية ودولية لا يستطيع لبنان مواجهتها عن بعد .