بناءا على دعوات خاصة وصلت من قبل السفارة الايرانية لشخصيات تعتبر معارضة لسياسات الثنائي الشيعي ، لبى بعضهم زيارة الحفل الذي أقامه معالي السفير الايراني محمد فتح علي في قاعة البيال بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الايرانية ، وعلى رأس هذه الشخصيات كان وفد اللقاء العلمائي اللبناني برئاسة الشيخ الجوهري والسيد ياسر ابراهيم مع الصحفيين علي الامين وعماد قميحة .
الى هنا يعتبر الامر طبيعي جدا ، حيث ان العلاقات الاجتماعية وتلبية المناسبات العامة لا علاقة لها بالخلفيات السياسية او بالمواقف الشخصية المسبقة ، او على الاقل هكذا يجب ان تكون عليه الامور.
الا ان اللافت بالموضوع هو ردة فعل جمهور حزب الله على إاحدى الصور الملتقطة بالاحتفال والتي انزلت على احدى صفحات التواصل الاجماعي فيس بوك والتي ضمّت السفير الايراني متوسطا هذه الشخصيات، وبدا الارتياح واضحا على وجه السفير مما خلق حالة من الاستنكار والغضب عند جمهور الحزب بالخصوص منهم من لا يجيد على صفحته الا لغة السباب والشتائم والاتهامات الفارغة مع اي مختلف معهم بالرأي .

وهذا ان دل على شيء فانه يدل على امرين اثنين :
اولا : المستوى المتدني الذي وصل اليه بعضا من جمهور حزب الله ،حيث يعبر سريعا عن غيظ شديد من اي حدث ولو كان بسيطا يمكن ان يوحي ان في الساحة الشيعية وجهة نظر اخرى .
وثانيا : ان ثقافة هذا الجمهور لا تتسع لمعنى حضاري بديهي يستوعبه الجاهل قبل المثقف يقضي بالتفريق بين المعارض المنتقد وبين العدو او حتى الخصم، مما يفرغ من قاموس هؤلاء اي وجود للاعتراض من موقع المختلف فضلا عن الاعتراض من موقع المحب والحريص، ولا يوجد في ادمغة هؤلاء الجهلة الا شعار وحيد يقول: انت تعترض اذا انت عدو .!!
وتجدر الاشارة هنا لملحوظة لا بد من تسجيلها وهي ان السياسة الايرانية التي يعكسها السفير الايراني الجديد والقائمة على الانفتاح خاصة بعد التحولات التي فرضتها المستجدات الاقليمية والدولة يجب ان تنتقل عدواها الى هذا الجمهور المغلق، ويبقى ان الهاجس هو ان تنتبه السفارة من انتقال العدوى اليها بدل ان تنتقل منها ، وهذا ما لا نستطيع الجزم به الا في القادم من الايام .