تركت زيارة رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان- فرنسوا جيرو، ترددات داخلية بعد الجولة الواسعة التي قام بها على المسؤولين والزعماء السياسيين في شان أزمة الفراغ الرئاسي.

 

وأفادت معلومات لصحيفة “النهار” ان زيارة جيرو الاثنين المقبل للفاتيكان للقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تهدف الى استكشاف إمكان حصول تحرك مسيحي داخلي يقوده البطريرك من جديد لمواجهة التصلب الاقليمي الحالي حيال الاستحقاق الرئاسي.

 

وأبدى مواكبون لهذه التطورات تخوفاً من تحميل البطريرك مسؤولية زائدة، وقت لا يملك قدرة ولا مونة لدى المعنيين الرئيسيين بالاستحقاق، فيكون هذا الموقف الفرنسي بمثابة غسل يديّ المجتمع الدولي من مساعدة لبنان في هذا المجال.

 

وعلى صعيد مهمة جيرو، علمت “اللواء” أن نائباً بارزاً في 14 آذار التقى المسؤول الفرنسي، وأن الديبلوماسي المجرّب تكونت لديه نظرة متشائمة إزاء انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الأشهر أو الأسابيع المقبلة، وهو سينقل هذه النظرة الى أمانة سر الفاتيكان التي تنسق مع الاليزيه في موضوع الرئاسة اللبنانية، كما سيطلع البطريرك الماروني بشارة الراعي على الأجواء التي لمسها خلال لقاءاته في الرياض وطهران وبيروت.

 

1- أثار جيرو مع المسؤول الإيراني حسين عبد اللهيان رغبة فرنسا والفاتيكان أن تساعد طهران بما لديها من نفوذ على حزب الله وحليفه النائب ميشال عون في تسهيل انتخاب الرئيس، فكان الجواب أن إيران لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وتحترم المؤسسات اللبنانية ولا تمارس أي ضغط على أي طرف على هذا الصعيد. والقناعة التي تكونت لدى الدبلوماسي الفرنسي أن إيران ليست جاهزة الآن لتسهيل انتخابات الرئاسة، فهي نشطة بموضوعين ملحّين:رعاية ترتيبات تعزيز وضع الحوثيين في اليمن وحماية ما بلغته المفاوضات في ما خص الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة من أي ضغوطات أو تشويش اسرائيلي.

 

2- في الرياض ينقل عن جيرو أن الانطباع الذي تكوّن لديه أن لا حماس بأن يتولى رئاسة الجمهورية شخصية تذكّر بدور رئيس وزراء العراق الأسبق نوري المالكي.

 

3- لم يلمس الموفد الفرنسي في بيروت أي رغبة من النائب عون في تليين موقفه في ما خص سحب ترشيحه لمصلحة شخصية ثالثة مسيحية. واستنتج جيرو من محادثاته مع عون أن الرجل الذي اقترب من الثمانين عاماً من عمره يشعر أن الفرصة الحالية لانتخابه رئيساً هي الأخيرة، وأن التقارب الحاصل في الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» قد يوفّر غطاء له ليكون رئيس الجمهورية المقبل، حتى لو تأخرت الانتخابات.