أوضح مرجع معني من الذين أشرفوا على العملية العسكريّة التي نفّذت يوم أمس في سجن رومية أنّ "السرية وعنصر المفاجأة حَسما جزءاً من المواجهة" وتحدث عن نقل ما بين 800 الى 900 سجين من المبنى "ب" الى المبنى "د" معظمهم من الإسلاميين من جنسيات لبنانية وأخرى عربية من دون ان يتمكنوا من نقل أيّ من الهواتف النقالة والمعدات الإلكترونية والحواسيب التي كانت في حوزتهم، وتحوّلوا في خلال الساعات التسع التي استغرقتها العملية (من السابعة فجراً الى الرابعة من بعد الظهر) من نزلاء "خمس نجوم" الى سجناء، وباتوا على لائحة المساجين العاديين الذين افتقدوا عناصر القوة التي كانوا يستخدمونها في إدارة شؤونهم الداخلية بعدما خلعوا الأبواب الفاصلة بين غرف المبنى وطوابقه وفي إدارة العمليات العسكرية والإرهابية في الخارج بحرية مطلقة طيلة الفترة الماضية.

  ولفت المرجع لـ "الجمهوريّة" الى انّ المشنوق أشرف على العملية من داخل السجن يحوط به كبار الضبّاط من قوى الأمن الداخلي والأجهزة التي شاركت في العملية، وهي جاءت عقب الإجتماع الأمني الذي عقد عصر الأحد في منزل رئيس الحكومة تمام سلام.   ونوّه المرجع بالسرية التامة التي رافقت مرحلة التحضير للعملية، وقد استغلّت ساعات الفجر الأولى - من الواحدة فجر الإثنين الى السادسة صباحاً - في نقل القوى العسكرية الى محيط السجن بنجاح كما بالنسبة الى سيارات الدفاع المدني والصليب الأحمر والطبابة العسكرية.   واضاف المرجع المذكور انّ "وحدات مختلفة من قوى الأمن الداخلي تابعة لكلّ من "الفهود" و"القوى السيّارة" و"المعلومات" شاركت في العملية بالتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني التي وضعت عدداً من الطوافات بتصرّف العملية العسكرية للمراقبة المشددة، إضافة الى الوحدات الأخرى الميدانية التي كانت تتمركز في مواقعها العسكرية المحيطة بالسجن وباحاته الداخلية وعلى مداخله، ما وفّر قوات أمنية إضافية تدخلت في الوقت المناسب في عمليات محددة كانت تجري في المباني وباحاته الداخلية. كذلك استخدمت القنابل الدخانية التي دفعت عدداً من الموقوفين الى الإستسلام بشكل سهل، ما أدى الى نقلهم الى منشآت المبنى "د" في ظروف هي الفضلى.   وأبدى المرجع الأمني ارتياحه الى إنجاز العملية من دون تسجيل ايّ إصابة في الأرواح، وتحدث عن تسجيل بعض حالات الإختناق جرّاء الحرائق التي أشعلها السجناء في فرش الإسفنج وأمتعتهم لعرقلة نقلهم من مبنى الى آخر ونتيجة استخدام القنابل الدخانية، وأخضع المصابون للعلاج الفوري في أفضل الظروف الطبية والإستشفائية.   واكّد انّ العملية أنهت عصراً من الفلتان في المبنى "ب" الذي سيخضع في الساعات المقبلة لتفتيش دقيق بحثاً عن الممنوعات واستكشاف الأجهزة التي زرعت فيه، وإعادة تأهيل لاحقة تمهيداً لإعادة استخدامه في وقت قريب في عملية إعادة توزيع للسجناء لا بدّ منها.

وأوضح انّ أجهزة التشويش على الخطوط الخلوية التي جُهّز السجن بها في اوقات سابقة عادت الى العمل في الساعات القليلة التي تلت العملية لمنع استخدام ايّ من السجناء وسائل الإتصال الخلوية مع الخارج، وباتت القوى الأمنية تتحكّم بالسجن وبمبانيه كافة من دون أي مشاركة من ايّ من نزلائه، ما يوحي بعصر جديد في السجن الأول في لبنان.