تعاطى المحللون بحذر مع الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى المولد النبوي الشريف فيما خصّ النُص الأخير من نصّ المناسبة  الدينية والمتصل بالبحرين وقضيتيّ الحقوق الوطنيّة البحرينية المشروعة واعتقال رئيس جمعيّة الوفاق البحرينية الشيخ علي السلمان من قبل السلطة الظالمة في المنامة . لأنه مال من جهة الى نصرة شعب لا يمكن فصله عن باقي شعوب الربيع العربي وأدان طغمة حاكمة قد تكون السلطة الأقل سوءًا من غيرها اذا ما قارنا بينها وبين أشقائها في البنية العربية السلطوية. وكذلك اعتبر سلمية الثورة البحرينية خياراً وطنيّاً متعلقاً برؤية القيادات الشيعية البحرينية وعلى رأسها الشيخ المعتقل علي السلمان الرافض لتحويل وتحوير الثورة عن سياقها السلمي وهذا ما جعلها استثناءًا رغم محاولات العائلة الحاكمة لتسليحها من خلال استدراجها الى العنف لاعطائها الأسباب الكافية للقضاء عليها باستخدام ما لم تستخدمه بعد من أسلحة تتقنها الأنظمة المُستبدة .

ما استدع حذر البعض هو التلويح بامكانيّة انتقال المعارضة البحرينية الى أشكال أخرى من التعبير خاصة وأن عناصر هذه الأشكال متاحة طالما أن هناك رجال قادرين على حمل السلاح وأن هناك طرقاً آمنة لوصول سلاح ووصول مجموعات قادرة على اقلاق النظام واعتبار الأكثرية هناك مجالاً رحباً للاستثمار في مستقبل الثورة سياسيّاً لأن هناك قدرات بشرية متوفرة باستمرار لتغطية سنوات الحراك الشعبي وحاجته الملحة الى عناصر مُغذية لأدواره اليومية .

وفي حسابات هؤلاء أن حزب الله وفي هذه المرحلة لا يخدم ثورة البحرين من خلال الادانة للطغمة الحاكمة وتأييد حقوق الشعب المنتفض على الملكية لأن دوره وموقفه من الربيع العربي منحاز فعليّاً لصالح الأنظمة في المنطقة لا لصالح الشعوب فيها كما أن دوره في سورية تأكيد خطي على وقوف الحزب الى جانب نظام تبدو أمامه البحرين تلميذة كسولة وغير مجتهدة في تعلم دروس الديمقراطية السورية .

كما أن مطالبة الحزب بالافراج عن سجين سياسي في البحرين يدفع باتجاه سؤال الحزب عن  موقفه من آلاف المسجانين والمعتقلين السياسيّن في سورية وايران .

هذا التفاوت في المواقف من قضايا جوهرية متساوقة وضع موقف الحزب من البحرين في جبهة الحرب القائمة بين بعدين اقليميين يتقاسمان نفوذهما في صحوات عربية تاريخية من شأنها أن تضاعف من احتمالات القوّة سواءً لهذه الدولة أو تلك .

من هنا وضع محللون خطاب الأمين العام لحزب الله في سياق الملاحة الايرانية الجديدة صوب بحر الخليج العربي ولأن البحرين الخاصرة الرخوة لدول درع الصحراء ثمّة سباحة أكيدة في مياهها الدافئة للحصول على صيد ثمين طالما أن بحر الشعب فيها أكبر من حوت السلطة .