انقسمت الحالة السلفية والإسلامية، حيال إعلان مؤسس "التيار السلفي في لبنان" الشيخ داعي الاسلام الشهال استعداداه لفتح حوار مع "حزب الله"، إلى ثلاثة أقسام: الأول، شنّ هجوماً عنيفاً على الشهال متهماً إياه بالانقلاب على مواقفه. الثاني، آثر الصمت والتريث، كما فعلت "هيئة علماء المسلمين". والثالث، رأى أن الشهال تأخر كثيرا كي يستوعب المتغيرات السياسية... لكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي.

 

يؤكد الشهال لـ"السفير" أن إعلان استعداده للحوار مع «حزب الله» لا يعني انقلابه على أحد، "بل هو يأتي من منطلق أن تيار المستقبل لا يمثل كل الطائفة السنية في لبنان، ويكشف عما إذا كان حزب الله يريد الحوار مع السنة ككل أو مع طرف سياسي محدد"، لافتا الانتباه الى أن "الرئيس سعد الحريري أساء اﻷداء وأخطأ أخطاء كبيرة أضرت بالطائفة السنيّةّ بشكل كبير وهو وَرَّطَها. لذلك علينا أن نتدارك ما أمكن، وعلى الحريري أن يعتذر من الطائفة ويصحّح خطأه معها، لا مع أشخاص، وهو الذي صعد بها وعبرها ومن ثم أدار ظهره لها".

 

لم يبدل الشهال موقفه بأن "حزب الله يعمل على إحكام السيطرة على لبنان وتكريس هيمنته عليه، وبأن لبنان، بأهم مؤسساته ودوائره وقراراته، مخطوف لمصلحته"، ويرى أن الحزب "كلما تقدم مرحلةً مهمة لمصلحة مشروعه في لبنان عمل على تشريعها، وما حققه من إنجازات هو لمصلحة المشروع الايراني".

 

يعترف الشهال بأن "حزب الله انتصر عسكرياً وأمنياً وإعلامياً»، معتبرا أن "الاعتراف بذلك ليس عيبا". ويرى أنه "بما أننا أمام مرحلة جديدة وخطيرة يُعمل فيها على رسم خريطة جديدة وخلط أوراق في لبنان، وبما أن الطائفة السنية مستهدفة بحد ذاتها، اقتضى الواجب تفويت فرصٍ وسحب بساطٍ وكشف حقائق»، مؤكدا أن دعوته للحوار "تكشف من يستخدم لبنان ومؤسساته لمشروعه، ومن يعمل له، ومن يتاجر بطائفته، ومن يعمل لها، ومن المحق، ومن المبطل، من الظالم، ومن المظلوم، من المتطرف الذئب بلباس الضأن المعتدل، ومن المعتدل ويصوَّر زوراً متطرفاً ﻷنه يصرخ من ألم الظلم والتهميش والافتراء، وتُضخم أخطاؤه حين توجد، في حين تعمى اﻷبصار عن اﻹجرام الكبير".

 

ويقول الشهال: "إذا قوبل استعدادي للحوار بموافقة وقبول من حزب الله، كان دليلاً على انسجامه مع نفسه وباطنه مع ظاهره، وإلا دلّ على الخداع والمراوغة، وأن ما يظهره غير ما يبطنه. فالحزب هو اليوم حاكم وصاحب مشروع وايديولوجيا، ومن حقّ الجميع أن يكون على بينة. ويجب أن يعلم الجميع بأن استعدادي للحوار هو قوة أو فضيحة لطرفي الحوار أو أحدهما. ومعلوم أن تيار المستقبل لا يمثل كل الطائفة السنية كما أنه لا يقتصر على الساحة السنية. ولا يخفى أن الساحة السنية، وخاصة الشعبية منها، عريضة. واستعدادي للحوار يكشف إذا كان الحزب لا يريد حواراً إلا مع أطراف محددة لقواسم أو مصالح مشتركة في هذه المرحلة، ومع من هم من صنيعته، أو تحت أمره وتوجيهاته، سواء حسبوا إسلاميين أو سلفيين".

 

ويدعو الشهال قيادة "حزب الله" الى أن تعلن موقفها من خطوته الحوارية بوضوح، "وإلا فمعنى ذلك أنه يعمل على حصارها وضربها في مهدها".

 

ويؤكد الشهال أنه سيعود الى لبنان بشكل طبيعي عندما ينتهي من أعمال خاصة ليس لها علاقة بالسياسة، داعيا المؤتمنين على لبنان وعلى القانون إلى "أن يطبقوا قانونهم بالعدل ولا بظلم أو استنسابية وتعسف، وأن يسحبوا ما سطر من وثائق جائرة بحقي وحق كثيرين، لأن ما فعلوه عيب كبير وتجن فاضح"، مؤكدا أن موقفه لا علاقة له بالوضع القانوني أو بتوقيف نجله جعفر، "بل يصب في المصلحة الوطنية ومصلحة أهل السنة، سواء تم الحوار أو تهرب الحزب منه، فهو ﻹحقاق الحق ولإقامة العدل أو لفضح الكاذب".

 

ويرفض الشهال القول إن موقفه شكل انقلابا على طائفته أو أهله، مؤكدا أن "لموقفه فائدة سيدركها الجميع مستقبلا، كما أنه يعطي قوة لتيار المستقبل إذا كان صاحب القرار فيه صادقاً في حواره لمصلحة المجتمع اللبناني والطائفة السنية، ولم يكن المقصد عنده المال وفتات سلطة، لتكون النتيجة شهادة زور يستثمرها الحزب في هيمنته وحكمه وظلمه وخطفه للبنان وسرقته".