نادر الحريري، رجل الظلّ لسعد الحريري، وكاتم أسراره السياسية والشخصية.. أينما يحلّ لا تصريح ولا تعليق. أما في الكواليس والغرف المغلقة، فالشاب الثلاثيني حاضر بقوة. المقرّبون منه يتحدّثون عن رجل عقلاني جداً، لا تسيّره العواطف، هادئ ورصين، ولا يؤمن بالتسويات المجانية. وظيفته الأساسية الى جانب سعد الحريري لا تكمن بإطلاق مواقف أو شعارات، بل التحليل بكثير من المنطق ومقاربة الأمور بميزان الإيجابيات والسلبيات.

 

هو جزء من صناعة القرار في الدائرة الحريرية الضيقة، وجزء أساس في تنفيذها. في المداولات حول الـ "سين ـ سين"، كما في الحوار مع "حزب الله"، قاس الشاب الصيداوي الأمور بمقياس الربح والخسارة، بمعزل عن موقفه السياسي الملتزم بـ "ثوابت القضية" بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

 

المؤكد في "بروفيل" نادر الحريري أنه يعمل في السياسة من دون أي طموح سياسي، إلى درجة أن أحد معارفه يؤكد أنه في حال ترك رئيس "المستقبل" السياسة، فإن نادر يغادرها أيضاً. هو رجل الثقة الأول لدى سعد.

 

مدير مكتب استثنائي، بشهادة عارفيه. يردّ على كل متصل ومستفسر ويوصل إلى «الشيخ سعد» عبر بريده الالكتروني بأمانة ما يجب أن يصل اليه.

 

يشارك في الحوار مع "حزب الله" من دون أوهام. يراه ضرورة وحاجة، بغضّ النظر عن موقفه من "مشاريع" الخصم الأول لـ"المستقبل".

 

نهاد المشنوق هو "المرشد الحواري" داخل "المستقبل". والأرجح، أن نائب بيروت حين أفتى بضرورة الحوار مع "حزب الله" من بوابة الأمن السياسي وصولاً الى تكريسه لحماية معادلة التماسك الوطني، كان الرئيس الحريري لا يزال يرفع المتاريس بوجه "حزب الله".

 

بالطبع هو غير نهاد المشنوق على أيام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي غطّت برأيه "المجرمين"، واتّهمها بارتكاب غلطة العمر بالجلوس مع ممثلي "حزب الله" في القاعة نفسها!

 

عملياً، أطلق المشنوق الحوار مع "حزب الله" قبل ان يبدأ رسمياً. جاهر باستضافة الحاج وفيق صفا في وزارة الداخلية، وهاجم التطبيق الأعوج للخطة الأمنية و"مربعات الموت"، ورفض منطق "قادة الصحوات"، وطالب الحزب بوضع إمكانياته بتصرّف الدولة بدل التفرّد بالقرار، ورفع شعاره بأن التشدّد المذهبي لا يحارب بتشدد مذهبي آخر.

 

ذهب وزير الداخلية بمنطق الحوار الى مداه الأبعد بالإشارة الى ان الوضع الامني والسياسي في البلد يحتمل التشاور بشأن مشاركة "حزب الله" في الدفاع عن حدود بلده، طالباً أن يكون الأمر محط إجماع لبناني.

 

بالتأكيد هو الاكثر خبرة بين محاوري "المستقبل" مع ممثلي "حزب الله"، وأكثر المتحمّسين له بعد أن صارت "داعش" و"النصرة" بيننا. ويمكن لوزير الداخلية أن يتباهى في "البيت الأزرق" بعد أن التحق الآخرون بخياراته وليس العكس.

 

أراد الحريري أن تكون طرابلس ممثلة بالحوار، مع الجنوب وبيروت، فاختار النائب سمير الجسر، في حين كان لافتاً للانتباه استبعاده الوزير اشرف ريفي من هذه المهمة مع أن الاخير اختبر اصول التفاوض مع "حزب الله" خلال وجوده على رأس قوى الأمن الداخلي.

 

وها هو نائب طرابلس يبشّر بأن وفد "تيار المستقبل" يتوجه إلى عين التينة، بعقل منفتح واستعداد طيب لمناقشة الملفات الخلافية. لم ينضم الجسر في جولات الصراع في طرابلس إلى أصوات التحريض ضد الجيش و"حزب الله" كما فعل غيــره من قيادات "المستقبل"، وهو وقف ضد اعتصام طرابلس الهادف لإسقــاط حكــومة الرئــيس نجــيب ميقاتي بالقوة.