توقفت مصادر متابعة عند تزامن وتقاطع مضامين زيارتي المبعوث الخاص لوزير الخارجية الفرنسي ومدير الشرق الأوسط في الخارجية فرنسوا جيرو، ومبعوث الرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ودول إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إلى العاصمة اللبنانية.

وقالت المصادر إن التزامن كان منسقا، في ظل الترحيب الروسي والإيراني بدور فرنسي أكبر في الملفات العالقة في المنطقة، خصوصا بعد أن قام كل من الرئيس الروسي بوتين والفرنسي هولاند بـ«زحلقة» الخلاف حول تسليم حاملات المروحيات «ميسترال»، عبر مشروع حل «توافقي» يقوم إما على تسليم السفن بأقرب فرصة، أو إعادة الأموال الروسية التي سبق أن دفعت، مع دفع البنود الجزائية التي ينص عليها العقد الروسي الفرنسي.

وأضافت المصادر أن التقاطع كان في مفصلين أساسيين، أوله الإعلان الصريح للمبعوث الروسي، الذي دعا إلى دعم إعلان بعبدا وتعميمه على الدول المجاورة، في سابقة غير معهودة من محور الممانعة، والثانية التشديد على ضرورة انتخاب رئيس بشكل سريع.

ويأتي الدور الفرنسي، ودائما بحسب المصادر، من الحيثية التاريخية التي تتمتع بها في وجدان المسيحيين في لبنان، وتحديدا الموارنة منهم، باعتبارها الراعي الأساسي لـ«لبنان الكبير»، زمن الإنتداب، كما أنها تمتلك «الدالة الأكبر» على العماد ميشال عون، من منطلق «الجميل» كونها استضافته في منفاه الباريسي لفترة طويلة.

وفي السياق عينه، توضح المصادر أن الدور الفرنسي يحظى بالدعم الإيراني، من منطلق أن فرنسا لم تنهج نهج الولايات المتحدة في إتباع سياسة متشددة ضد إيران، بل ساهمت في ترطيب الأجواء وخاصة في موضوع المفاوضات من أجل حل أزمة الملف النووي الإيراني، ولعبت الديبلوماسية الفرنسية دور الإطفائي بين الدول 5+1 وإيران، من أجل ضمان استمرار المفاوضات لتحقيق الإتفاق النهائي، ولكن، تتابع المصادر، مع حفظ مصالح دول الخليج العربي، التي تطالب بوضوح أكبر في الملف النووي الإيراني.

وتضيف المصادر أن هذه المبادرة تحظى بالغطاء الروسي والإيراني، مع عدم ممانعة الولايات المتحدة ودول الخليج، بهدف تحقيق خرق في جدار الأزمة الرئاسية المستمرة منذ زمن طويل.مشيرة إلى أن زيارة الموفد الفرنسي، ومائدة المباحثات، تناولت، إلى العناوين العامة والمواصفات، جوجلة بعض الأسماء التي يمكن أن تلتقي عليها قوى الثامن من آذار والرابع عشر منه.

وفي معلومات خاصة للديار، أن المسؤول الفرنسي زار طهران قبل شهر ونصف، طالبا تحريك الملف الرئاسي، فسمع من الإيرانيين كلاما واضحا عنوانه أن المفتاح لهذا الموضوع هو الإتفاق المسيحي على إسم الرئيس، مشيرة إلى أن الجمهورية الإسلامية لن تكون عقبة في وجه أي حل.

وفي سياق متصل، رشحت بعض المعلومات التي أوضحت أن جولة جان فرانسوا جيرو على عددٍ من القيادات السياسية أمس الأول قد حملت «مواصفات» للرئيس كما تراه الدول الأوروبية، مشيرة إلى أن الدول الأوروبية تريد رئيسا لا يحتاج إلى تعديل دستوري لإنتخابه، ويكون مقبولا من الجميع، غير محسوب صراحة على أحد الفريقين، ما يشير إلى تضاؤل إمكانية وصول القطبين الأساسيين المارونيين، الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى.

إلا أنه، بالمقابل، توضح مصادر ديبلوماسية روسية أن ما فسر بأن من قول الوزير بغدانوف حول الرئيس التوافقي يعني بالإطلاق شطب معادلة الحكيم والجنرال، وهما المرشحان المطروحان في الوقت الراهن، أن طرح مسألة المرشح التوافقي، لا يعني وجود توجهات لمصلحة أحد الطرفين،. نافية أن تكون موسكو ضد استمرار ترشح أحد أو كلا المرشحين، ومشيرة إلى أن المقصود أن يكون جميع الفرقاء اللبنانيين منفتحين على كل الاحتمالات، ومن بينها وصول رئيس غير عون وجعجع، ومعلنة أن المطلوب اليوم وأكثر من اي وقت مضى، المبادرة لإلغاء حالة الشغور الرئاسي.

ومن المرجح أن يزور المبعوث الفرنسي بعد ذلك كل من المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية في إيران.

من ناحية أخرى أشارت بعض المعلومات أن سفير دولة قطر لدى موسكو سعود المحمود طلب موعدا عاجلا لدى المبعوث الروسي، بعد أن وصل إلى موسكو قادما من جولته الأخيرة،ويهدف الموعد، بحسب البيان الرسمي، إلى درس سبل إيجاد حل للأزمة السورية، علما أن بيان للخارجية الروسية قال إن اللقاء تطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة لتبادل الآراء حول مختلف المسائل الحيوية في منطقة الشرق الأوسط ومنها التسوية السياسية للأزمة السورية

وبانتظار ما ستؤول إليه نتائج المباحثات والمبادرة الفرنسية الدولية، يبقى السؤال هل سيكون للبنان رئيس للجمهورية قبل نهاية هذا العام، أم أن فخامة الفراغ هو سيكون الفائز الأوحد بكرسي الرئاسة؟