شكّل  استشهاد المجند علي البزال على ايدي جبهة النصرة صدمة كبيرة لاهله واهالي العسكريين المختطفين ولكل اللبنانيين، ورغم ان عملية القتل كانت متوقعه منذ فترة لان جبهة النصرة وتنظيم داعش هددا مرارا بقتل العسكريين المختطفين للضغط على لبنان وشعبه، فان تنفيذ عملية القتل اليوم والتهديد بقتل المزيد من العسكريين ادى الى ردود فعل قاسية من قبل اهالي العسكريين والكثير من اللبنانيين، وقد برز تخوف كبير لدى الاوساط السياسية والشعبية والاعلامية من ان تؤدي ردود الفعل غير المحسوبة الى جر لبنان لفتنة عمياء تصيب الجميع وتحقق ما يريده الخاطفون من اهداف.

ومع التقدير لوضع اهالي العسكريين الصعب والحرج وخصوصا من استشهد لهم ولد لهم، ومع التقدير للمخاوف من احتمال اعدام عسكريين اخرين ، فان المهم ان تتم ادارة الامور بوعي وحكمة وادراك للمخاطر القادمة.

لقد قدّم لبنان والجيش اللبناني والاجهزة الامنية خلال السنوات الثلاث الاخيرة مئات الشهداء والاف الجرحى ان خلال الاشتباكات مع المجموعات المتطرفة  على الحدود اوفي عرسال وطرابلس وصيدا او بسبب عمليات التفجيرات التي طالت المدنيين والاماكن العامة او من خلال العمليات التي استهدفت القوى الامنية، لكن رغم كل هذه الاحداث الامنية والعدد الكبير من الشهداء فقد حافظ لبنان واللبنانيون على اجواء الوحدة الداخلية ولم ينزلقوا الى الفتنة المذهبية او الانخراط في حرب داخلية ، ولقد كان هناك وعي كبير لدى السياسيين والقوى الحزبية واهالي الشهداء والجرحى بان هدف من يقف وراء التفجيرات جر لبنان واللبنانيين الى الفتنة.

وحتى اليوم نجحنا جميعا في مواجهة الفتنة وحماية الاستقرار في لبنان رغم التضحيات الكبيرة ولذا المطلوب اليوم الاستمرار في هذا النهج وعدم الانجرار وراء الفتنة رغم حجم المصاب الكبير والخوف من تكرار عمليات القتل للعسكريين المخطوفين.

واخيرا التحية للشهيد علي البزال ولكل الشهداء ولاهالي الشهداء ولكل من يعمل لمنع الانجرار وراء الفتنة.

قاسم قصير