قال مرجع عسكري لبناني إن وحدات الجيش المنتشرة في معظم المناطق اللبنانية تخوض حرباً مفتوحة ضد «جبهة النصرة» و «داعش» وإنها نجحت في محاصرتهما وهي تقوم الآن بإيقاظ الخلايا النائمة التابعة لهما. وأكد أن الجيش قدم تضحيات مكلفة لم تذهب سدى وإنما كان لها الدور الفاعل والأساسي في الحفاظ على الاستقرار العام وحماية السلم الأهلي الذي تحاول المجموعات الإرهابية المسلحة ضربه، ليس للإخلال بالأمن، وإنما لخلق حال من الفلتان يصعب ضبطها وتدفع البلد في اتجاه المجهول.

وكشف المرجع لـ «الحياة» أن وحدات الجيش تمكنت من توجيه ضربة لـ «داعش» من خلال العملية الاستباقية التي قامت بها وأدت الى اعتقال أحد قادته أحمد سليم ميقاتي الذي كان يخطط، بحسب اعترافاته فور إلقاء القبض عليه، لإقامة إمارة في منطقة الضنية يمكن أن تتمدد تدريجياً الى عكار وطرابلس.

ولفت الى أن ميقاتي اختار الضنية وعكار لإقامة إمارته ظناً منه بأن الجيش لا يتواجد بكثافة فيهما. وقال إنه كان يراهن على أن يلاقيه المطلوب الفار شادي المولوي في طرابلس، لكن الضربات الاستباقية التي قام بها الجيش أحبطت مخططه، من دون أن نقلل من حجم الإحاطة السياسية والشعبية للقوى العسكرية في وجه هذه المجموعات الإرهابية.

وأكد المرجع عينه أن وحدات الجيش تواصل القيام بعمليات مسح أمني وميداني لمعظم المناطق لمنع ما تبقى من الخلايا النائمة التابعة لـ «النصرة» و «داعش» من التحرك. ورأى أن هناك صعوبة أمام المجموعات الإرهابية المسلحة في العودة بالوضع في لبنان الى الوراء لأنها معزولة سياسياً وشعبياً.

لكنه لم يستبعد حصول خروق على غرار المكمن الذي استهدف أخيراً دورية للجيش في جرود رأس بعلبك، معتبراً أن هذا المكمن لن يؤثر في قدرات الوحدات العسكرية في الإمساك بالوضع من ناحية، وبزمام المبادرة من ناحية ثانية، ومؤكداً أن هذه المجموعات باتت عاجزة عن شن هجوم كما حصل في عرسال وجرودها في آب (أغسطس) الماضي.

واستبعد المرجع العسكري أن يكون للمكمن الذي استهدف دورية الجيش في جرود رأس بعلبك علاقة بتوقيف سجى الدليمي (أم هاجر) مطلقة زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، لكنه لم يقلل من العملية التي أدت الى اعتقالها. كما لم يقلل من توقيف علا جركس التي تحمل الجنسية السورية ومتزوجة من أبو علي الشيشاني أحد قادة «النصرة» رافضاً تسليط الأضواء على التداعيات المترتبة على توقيفها في ضوء المعلومات التي توافرت أخيراً لدى الأجهزة الأمنية وفيها أن زوجها فوجئ بتوقيفها، إضافة الى أنها شقيقة لموقوف سوري بتهمة الإرهاب.

وبالنسبة الى توقيف «أم هاجر» الدليمي علمت «الحياة» أنها أوقفت منذ أكثر من اسبوعين عند حاجز الجيش في المدفون وهي في طريقها الى بيروت. وبحسب المعلومات الأولية، فإن الدليمي تقيم في إحدى البلدات في قضاء الضنية وكان معها ابنتها من البغدادي وولدان من زوجها الأول العراقي فلاح اسماعيل جاسم، وهو أحد قادة «جيش الراشدين» الذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الأنبار في العام 2010.

وتم التأكد أيضاً من أن هاجر ابنة الدليمي هي من زوجها البغدادي الذي طلقت منه لاحقاً. وهذا ما تبين من خلال فحص الحمض النووي الذي أخضعت له الابنة ووالدتها لتحديد هويتهما الوراثية وجاء مطابقاً لفحص الحمض النووي للبغدادي.

وفي السياق، تردد أن الشخص الذي أوقف برفقة الدليمي فلسطيني من تنظيم «فتح الإسلام» ويجري التأكد ما إذا كانت متزوجة منه على رغم أن وزير الداخلية نهاد المشنوق كان لمح في مقابلة تلفزيونية أخيراً الى أنها حامل منه. وتبين أيضاً أن هناك صعوبة في انتزاع الاعترافات من الدليمي التي يبدو، كما قال المرجع العسكري، أنها متدربة ولديها القدرة على مواجهة التحقيق بصلابة. وعن الرسالة التي ضبطت مع الدليمي والمرسلة إليها من «أبو هاجر»، تبين من خلال التحقيقات الأولية أن مرسلها البغدادي ويطلب فيها منها العودة الى كنفه واعتبار الطلاق غير موجود أصلاً.