تمكّنت مخابرات الجيش اللبناني في زغرتا من توقيف زوجة القيادي في «جبهة النصرة» أنس شركس المعروف بـ»أبو علي الشيشاني»، وشقيقها وولدها، وذلك في إحدى المدارس الرسمية في حيلان - قضاء زغرتا.

واعتبرت مصادر عسكرية أن توقيف زوجة الشيشاني هو بمثابة صيد ثمين ثان للجيش بعد توقيف زوجة أبو بكر البغدادي، لأن ذلك سيزيد من امتلاك الدولة اللبنانية لأوراق القوة والضغط في المفاوضات لاطلاق العسكريين المختطفين لدى تنظيميّ «النصرة» و»داعش».

وفي تفاصيل العمليّة، أن زوجة الشيشاني، وهي سورية الجنسية وتدعى آلاء العقيلي، تركت زوجها في جرود القلمون السورية وأقامت في أحد مخيمات النازحين في عرسال. وبعد المعركة التي شهدتها المنطقة وأسر العسكريين، والمداهمات المستمرة التي نفذها الجيش في المخيمات، استشعرت آلاء الخطر على نفسها، فطلب منها زوجها مغادرة المخيم الى مكان أكثر أمناً.

وبعد اتصالات أجرتها مع بعض المقربين، تم نقلها الى إحدى المدارس الرسمية التي تضم عائلات سورية نازحة، في بلدة حيلان وهي بلدة تقع ضمن النطاق الجغرافي لقضاء المنية - الضنية وتتبع إداريا لقضاء زغرتا، وتعتبر مكانا بعيدا عن الشبهات وآمناً جداً لاقامتها، حيث اصطحبت معها شقيقها راكان العقيلي وولديها.

ورجّحت مصادر مطلعة أن تكون آلاء قد اختارت هذه المنطقة لتتمكّن في حال حدوث أي طارئ من الانتقال الى الضنية، ولا سيما الى عاصون، حيث كانت مجموعة أحمد سليم الميقاتي تتحصن في إحدى شقق البلدة، قبل أن يقتحمها الجيش ويقتل عناصرها ويلقي القبض على الميقاتي.

وتقول المعلومات المتوفرة لـ»السفير» إن مخابرات الجيش تمكنت من رصد محادثات لآلاء العقيلي مع زوجها أبو علي الشيشاني وعدد من قيادات «النصرة» عبر تقنية «السكايب»، كما تم رصد بعض المكالمات على هاتفها الخليوي والرسائل النصية عبر «الواتساب». وتشير إلى أنّ التحريات التي قامت بها مخابرات الجيش استمرت زهاء الشهرين لتحديد موقعها ضمن المدرسة الرسمية في حيلان.

وعند فجر أمس، قامت قوة من المخابرات تؤازرها قوة من الجيش بتنفيذ عملية أمنية دقيقة ضمن مبنى المدرسة وعملت على توقيف آلاء وشقيقها وولديها، ونقلتهم مباشرة الى وزارة الدفاع حيث بوشرت التحقيقات معهم.

ويؤكد عدد من الأهالي أنهم لم يشعروا بأية مداهمات أو أي حركة للجيش اللبناني تدل على تنفيذ عملية من هذا النوع، لافتين الانتباه الى أن المدرسة بعيدة نوعا ما عن المنازل.
كما يؤكد بعض النازحين في المدرسة أنهم لم يلاحظوا على آلاء أي أمر مريب يشير الى أنها زوجة قيادي في «النصرة»، وأشاروا الى أنها كانت منشغلة دائماً بمواقع التواصل الاجتماعي وبهاتفها الخليوي.