أكد أكثر من مسؤول أنه لم يتلق من أي دولة كبرى تحذيرًا من أن اسرائيل تتحضر لشن حرب واسعة النطاق على لبنان، وأن أي من السفارات التي تملك عادة معلومات من هذا النوع لم تنبه السلطات المختصة من احتمال عدوان على أهداف لا تتناول فقط أهداف لـ "حزب الله" بل أيضًا ستضرب أهدافًا أخرى كمنشآت البنى التحتية  ومواقع أخرى كالمطار والمرافىء.

 

  وسأل "لبنان 24" سفير دولة كبرى ما اذا كان يملك من معلومات عن حرب إسرائيلية جديدة على لبنان على غرار حرب تموز 2006، فنفى أن يكون قد تبلغ من وزارة خارجية بلاده أي معلومات بهذا الصدد، كما هي العادة.

ولفت الى أن التقارير التي ترده تتناول استفسارات عن المخاطر التي يتعرض لها لبنان من تنظيمات إرهابية تحتل جرود عرسال، والاستفسار من السلطات الأمنية اللبنانية عما اذا كان مر عبر حدوده إرهابيون للقتال في صفوف "داعش" و"النصرة".

ويقارنون هذا الاستفسار بمعلومات استخباراتية عن تحرك عناصر من الإرهابيين للقيام بعمليات تخريبية في لبنان.

  وسأل السفير نفسه بدوره السائل: "لماذا تسألون عن اعتداء كبير الحجم على لبنان؟ من أين هذه المعلومات، وما هي هذه المصادر التي استقيت منها مثل هذه المعلومات؟

  أجاب السائل بسرعة مقاطعًا السفير: "أننا نحاول أن نتأكد من نوايا اسرائيل بعد الاطلاع على تهديدات القائد الجديد لهيئة الأركان الاسرائيلية الجنرال غادي أزينكوت من أنه يتحتم على اسرائيل إعتبار لبنان كله كأنه الضاحية الجنوبية، زاعمًا بأن جيش بلاده دمّر تلك الضاحية كليًا في الحرب الثانية التي شنتها بلاده على لبنان في العام2006.  

واعتبر السفير كلام المسؤول العسكري الاسرائيلي الرفيع هو تكرار لمواقف سابقة ينتهجها كل ضابط كبير لدى تسلمه هذا المنصب فينتهز هذه المناسبة لعرض عضلاته على الحزب وعلى قوته العسكرية، التي يعترف بها عندما يقول في تهديداته إنه كلما عمّق الحزب ضرب صواريخه في العمق الاسرائيلي، كلما دفع الجيش الاسرائيلي الى الرد على أهداف للحزب في كل لبنان.

ولم يتوقف أزينكوت عند التهديد العادي بل راح يغالي فيما سيفعله ليخبىء الجرائم التي سيرتكبها ضد سكان القرى الآمنين لتهجيرهم  وتدمير منازلهم بذريعة أن منازلهم تحولت الى مخابىء لأسلحة المقاومين.  

هذا الاحتمال لم يفاجىء العارفين في شؤون الأجرام العسكري الاسرائيلي ويؤكدون أن قيادة السلاح الجوي ستتولى هذه المهمة في حال نشوب أي مواجهة مع المقاومة، وهو أمر متوقع من كل ضابط اسرائيلي في قيادة الأركان أن يلجأ الى التهديد بتهجير المدنيين في محاولة منه للضغط على المقاومين.

وتوقعوا أيضًا أن يرفع قائد الأركان الجديد من وتيرة الاعتداءات لوقف صواريخ المقاومة التي ستصيب أهدافًا كمطار اللد، أو شركة الكهرباء في تل أبيب أو مقر قيادة الأركان، وهو سمى تلك الأهداف ليبرر جرائم يقرر سلفًا أن يرتكبها في حال وقعت المواجهة.  

واستغرب سفير دولة أوروبية مهتمة بترسيخ الاستقرار السياسي والامني في لبنان اللهجة التي اتبعها أزينكوت، ولا سيما أن هناك قرارًا متخذًا في المجموعة الدولية لدعم لبنان المؤلفة من الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى لبنان، وهذا السفير ينتمي الى دولة عضو في تلك المجموعة .

"لبنان 24"