لبنان الذي يستعدّ لعاصفة طبيعية جديدة بعدما تكللت قمم جباله بالثلوج في العاصفة الاولى، عليه ان ينتظر ساعات وأيام لجلاء الصورة امامه حيال مواضيع وملفات عدة، في مقدّمها حقيقة الموقف السعودي المستجِد من «حزب الله» وذلك خلال اللقاء المرتقب اليوم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والسفير السعودي علي عواض عسيري، علماً أنّ الرياض كانت قد أوضحت أن موقفها من الحزب يتصل بدوره السوري لا اللبناني، فضلاً عن موقف رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري خلال اطلالته التلفزيونية بعد غد من دعوة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله الى الحوار.   فكلّ الأنظار مشدودة إلى إطلالة الحريري التي يتوقف عليها إعطاء الضوء الأخضر لانطلاق الحوار بين «المستقبل» والحزب، خصوصاً أنه كان قد حدد في وقت سابق خارطة طريق واضحة للحوار ترتكز على ثلاث مراحل: التشاور من أجل انتخاب رئيس، الذي يتولى الدعوة إلى الحوار، بغية فكّ الاشتباك مع الملف السوري.   فكل المؤشرات تفيد أن التهدئة التي تطبع الحياة السياسية لا تنذر بعاصفة مرتقبة، إنما على العكس تحمل إشارات تفاؤلية عن مرحلة يرجّح أن تتسِع فيها مساحة التفاهم وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.   وفي هذا السياق قالت أوساط سياسية مطلعة على هذه الاتصالات لـ»الجمهورية» إنّ «حزب الله» يريد الحوار، ولكنه يريد أن يتجنّب الإحراج مع رئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون، إذ إن موافقته، على سبيل المثال، إدراج بند الانتخابات الرئاسية ضمن جدول الأعمال تعني وكأنه قرّر الاستغناء عن عون والبحث عن تسوية رئاسية، فيما هذه التسوية تأتي تتويجاً للاتفاق بين الطرفين، وليس مقدمة للحوار. واعتبرت هذه الأوساط أنه على رغم تفهّمها موقف الحزب ووضعه، إلّا أنها تريد أن تأخذ ضمانات بأنه لا يريد الحوار فقط من أجل الصورة.   وفي السياق نفسه لم تستبعد أوساط وزارية أن يشكّل الحوار المرتقب مدخلاً للاتفاق على سلّة رباعية تحكم الوضع في لبنان لسنوات مديدة، وقوامها الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتوافق على قانون جديد للانتخابات، وإجراء الانتخابات النيابية، والتفاهم على شكل الحكومة وتوازناتها بعد هذه الانتخابات.