أثار حكم بإعدام النائب العراقي السابق أحمد العلواني غضب القوى السياسية السنية التي اعتبرته «مسيساً» وقد يعرقل جهود العشائر لقتال «داعش»، فيما اعلن رئيس الحكومة حيدر العبادي اتخاذ حزمة من الإجراءات لمنع انهيار الوضع في الأنبار، حيث المعارك مستمرة منذ أيام. (للمزيد). وقضت محكمة الجنايات المركزية في بغداد أمس بإعدام العلواني بعدما دانته بالتورط في الإرهاب، وفق المادة 406 من قانون العقوبات. وكانت قوة مشتركة من الجيش والقوات الخاصة اعتقلت العلواني في 28 كانون الأول (ديسمبر) 2013، في قرية البو علوان، وسط الرمادي، بعد اشتباك أسفر عن قتل شقيقه وإصابة عدد من حراسه. وتزامن الحادث مع فض ساحة الاعتصام في الرمادي، وأطلق شرارة المواجهات في الأنبار، ما أتاح لـ «داعش» الدخول إلى المحافظة واحتلال الفلوجة منذ بداية العام الجاري. وقال النائب عن «اتحاد القوى الوطنية» (السنية) عبد القهار السامرائي لـ «الحياة» إن كتلته «ستعتقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة هذا القرار (الحكم ) المسيّس ضد العلواني، وقد جاء في توقيت متعمّد يهدف إلى تشتيت جهود مكافحة الإرهاب التي تضطلع بها عشائر محافظة الأنبار، خصوصاً عشيرة البو علوان التي يتنمي إليها النائب السابق». وأضاف أن «هذا الحكم سيؤثر في معنويات المقاتلين في المحافظات الغربية، لذا نطالب بإعادة المحاكمة»، مشيراً إلى أن «اعتقال العلواني جاء في شكل مخالف للدستور لتمتعه بالحصانة البرلمانية». ودعا السامرائي العبادي إلى «الاستمرار في عملية الإصلاح، ومنها إصلاح المؤسسة القضائية التي كانت وما زالت تخضع لأطراف معينة ويتم استخدامها لتصيفة الخصوم». من جهة أخرى، أعلن العبادي إجراءات عاجلة لمنع سقوط الرمادي في يد تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي كثف هجومه على المدينة أمس، بعد وصول تعزيزات إليه قادمة من سورية، وسط استياء العشائر بسبب «المماطلة في تسليحها وفي تشكيل قوات «الحرس الوطني». وعقد رئيس الوزراء اجتماعاً طارئاً، الليلة قبل الماضية، مع أعضاء مجلس محافظة الأنبار خلص إلى اتخاذ قرار بـ «تقديم الإسناد الجوي المكثف إلى المحافظة وتسليح أبنائها وإرسال تعزيزات عسكرية إليها في أسرع وقت». إلى ذلك، قال الشيخ حسن الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي في اتصال مع « الحياة» أمس، إن «العشائر قدمت الى القوات الأمنية معلومات عن «داعش» قبل الهجوم على الرمادي بأيام، ولكن الجيش لا يملك قوات كافية للتعامل معها». وأشار إلى أن «التعزيزات العسكرية التي يتحدث عنها مسؤولون في الحكومة ومجلس المحافظة لم تصل إلى الرمادي، وتحاول العشائر صد هجمات «داعش» بأسلحتها الشخصية مع قوات من فرقة التدخل السريع». وأعلن مصدر أمني في الرمادي أمس ان «داعش» هاجم المدينة من محاور عدة في مناطق التأميم وجزيرة البو علي جاسم والحوز وحي الأرامل وشارع ستين، وأكد سقوط عدد من قذائف الهاون، أطلقها التنظيم، في محيط المجمع الحكومي وسط المدينة. في هذا الوقت أعلنت قوات «البيشمركة» السيطرة على أحياء سكنية في ناحية جلولاء، بعد معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» وتقدمت في اتجاه مناطق أخرى، تمهيداً لتطهيرها، فيما أكد مجلس محافظة صلاح الدين قرب إطلاق حملة عسكرية لتحرير ما تبقى من المناطق التي تقع تحت سيطرة «داعش».