نجح الوزير وائل أبو فاعور  في فتح ملف الفساد الغذائي وفي فضح الوزراء السابقين من المختصين بوزارة الصحة وفي اخراج اللبنانيين من دوامة التمديد لمجلس نيابي مُمدد دائماً على ظهور ناخبيه ومن أزمة العسكريين المخطوفين بفعلة فاعل معلوم وآخر مجهول يسعى الى ذبح عرسال من الوردين اللبناني والسوري .

بعد ضفدع الحزب والنقيق الذي وصل الى كل من يهمه الأمر في لبنان وبعد حشد " الدويلة " الهائل مذهبياً وطائفيّاً ولعشرة أيّام من محرم كشفت عن عجز الدولة أمام الدويلة وعن قوّة حزب لا يجاريه أحد في لبنان من أخصام ضعفاء لا حول ولا قوّة لهم سوى الاستفادة من الدعم الملكي في لحظة توازن ايراني – سعودي في ميزان الخلاف القائم بين الدولتين من لبنان الى اليمن . يستكمل المشهد السياسي في لبنان رسم فصول جديدة من الأزمات التي أسقطت امكانيّة التوصل الى حل ممكن في الموضوع الرئاسي بعد أن باع حزب الله حليفه ميشال عون وعداً بكرسيّ القصر لعلمه المُسبق بترحيل ملف الرئاسة الى مكوكيّات المفاوضات الأمريكية – الايرانيّة  . والتي أنتجت واقعاً مأسوفاً عليه جرّاء استشراء نار الفساد المضرمة بكبريت الطبقة السياسية المُطبقة على كل شيء في لبنان .

لا شيء في لبنان يبعث على الطمأنينة وفد بريد حزب الله في الرابية يبلغ رئيس التيّار الوطني تأكيده على تطويب القصر الجمهوري للجنرال ومع هذا ينتظر حزب الله ردّاً ايجابيّاً من تيّار المستقبل لملاقاة دعوة أمينه العام في المعركة المفتوحة على الارهاب أيّ على المستقبل المشاركة في قتال الجماعة المتطرفة من أهل السُنة من خلال تغطيته لمعارك مطلوبة في لبنان وليردّ للحزب الخدمّة التي قدّمها للحريري بالتمديد للمجلس وعدم الدخول في معركة انتخابية نيابية سيخسر فيها المستقبل حجمه الطائفي بعد أن كبرت كرة الكره السُنيّة للحريرية التي تعاونت على التخلص من الأسير ومن كوادر المحاور في طرابلس لصالح عدم اقصائه من السلطة .

لقد اعتاد اللبنانيّون على نصب الخيم الاعتراضية في وسط بيروت ولأسباب متعددة كان حزب الله أوّل من وضع وتد خيمة الاعتراض وأوّل من سنّ سُنة أصبحت رائجة وله أجرها وأجر من نصبها الى يوم القيامة .

وتعب أهالي المخطوفين من خيمهم المنصوبة على أبواب الحكومة للضغط عليها للتجاوب مع دعوة الخاطفين لايجاد حلول تُفرج عن العسكريين الذين لم تنصفهم حتى الآن طبقة الزعماء اللبنانيين  المتفرغين لطموحاتهم في التمديد لرئاساتهم وفي تحصيل رئاسات أخرى شاغرة الى حين .

لقد لعب أبو فاعور لعبته على طريقة زعيمه في استدراج عروض مشجعة لكتلة نضالية معنيّة بالأمن الغذائي فقط باعتباره الأمن المفتوح والمسموح الدخول اليه لتلميع صورة السياسي المسؤول في لبنان بعد أن أدرك اللبنانيّون لصوصيته المكشوفة وسمسرته المكشوفة لأنه لا يهاب أحداً من شعب تعود على النيّل من مسؤوليه من خلف الستارة .

لقد هرب أبو فاعور من الأزمة الفعلية والحقيقية كما قرر الزعيم وليد جنبلاط حرصاً منه على شخصه وعائلته وطائفته واكتفى بتعرية عُراة الوزارة المختصة والتجّار على اختلاف هوياتهم وفتح ملفاً سُرعان ما سيغلق لأن شبكات الاستثمار في لبنان مرتبطة بزعامة طائفية وحزبية توفر لها سُبل الحماية اللازمة .