لم يعد خافيا على احد ان حزب الله يتحمل مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية لان تضامنه مع التيار الوطني الحر ادى الى هذا التعطيل . واذا كان الحزب فعلا لا يريد الفراغ الشامل الذي يهدد البلاد , فما عليه سوى الاتفاق مع الاحزاب والكتل الاخرى على انتخاب رئيس للجمهورية لا ان ييقي انتخابه معطلا ليظل قادرا على تعطيل عمل مجلس النواب وتعطيل عمل الحكومة ساعة يشاء .

   فالتحدي الحقيقي امام حزب الله يبدو اليوم من خلال امتحان حقيقة نياته حيال البلد يكون في انتقاله بعد التمديد للمجلس النيابي الى البحث في انتخاب رئيس جديد للجمهورية . لأن انتخابه يسد كل الابواب المشرعة لاحداث فراغ في اي سلطة ومن دون اجراء انتخاب رئيس فان الابواب تبقى مفتوحة على هذا الفراغ .

   والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو : هل ينتظر حزب الله قرار ايران في الموضوع , وهو قرار لا يصدر الا بعد التوصل الى اتفاق على الملف النووي او على دور ايران في المنطقة لا سيما في العراق وسوريا واليمن ؟

   لا يبدو ان هناك جوابا محددا لكن يمكن تلمس ذلك من خلال تحرك الرئيس نبيه بري في اتجاه الاحزاب والكتل النيابية لاستمزاج ارائها في اسماء المرشحين المستقلين للرئاسة الاولى , فهو الذي يكشف حقيقة النوايا , ولا سيما نوايا حزب الله فاذا كان يريد انتخاب رئيس للجمهورية فانه يقرر حضور جلسة انتخابه كما حضر جلسة التمديد لمجلس النواب ولم يتضامن مع حليفه العماد ميشال عون المقاطع لانتخاب الرئيس وللتمديد ,ام اذا كان لا يريد انتخاب الرئيس فانه يظل متضامنا مع عون . وهذا معناه ان ايران ليست جاهزة بعد لاتخاذ قرار في هذا الشأن , ويكون قول العماد عون في حديثه الصحفي الاخير في محله عندما قال  ان ما يجمعنا مع حزب الله امتن من ان يفرقه التمديد ومن يظن انني ساصبح ضد المقاومة فهو واهم , وان تحالفنا مع السيد حسن نصرالله لا يستند الى مصالح متحركة بل الى قناعات ثابتة.

   وعليه يمكن القول ان العماد عون يقبل اي موقف لحزب الله لا يلتقي وموقفه الا في موضوع الانتخابات الرئاسية , فما دام الحزب معه في هذا الموضوع فهو مع الحزب .

   ويقول عون في هذا الصدد  ان من يعتقد بان حزب الله سيتخلى عنه في الانتخابات الرئاسية لا يعرف طبيعة العلاقة الاستراتيجية بينه وبين السيد حسن نصرالله .

   وفي هذا السياق فان المظلة الدولية التي تحمي الامن والاستقرار السياسي والاقتصادي في البلد لا يمكن لاي فريق سياسي في البلد ان يخرقها الا حزب الله , وهو لا يخرق هذه المظلة الا في الوقت الذي تحدده ايران , فحزب الله يربط الملف الرئاسي اللبناني بالملف الاقليمي الايراني .

            طانيوس علي وهبي