كشف القيادي في المجلس العسكري لثوار القلمون ماهر العرسالي، لصحيفة "الوطن" السعودية، أنّ "العشرات من عناصر حزب الله المشاركين في القتال إلى جانب النظام السوري، أقدموا على مغادرة مواقعهم والعودة إلى لبنان، بذريعة عدم استلام رواتبهم لعدّة أشهر، إضافةً إلى عدم تعويض أهالي زملائهم القتلى".   ولفت إلى أنّ "قيادة الحزب فوجئت بهذا الموقف الذي يحدث وسط مقاتليه للمرّة الأولى"، موضحاً أنّ "المقاتلين عادوا وهم يحملون أسلحة خفيفة، وعبروا الحدود إلى لبنان قبل عدّة أيام، بعد أن فشلت محاولات دمشق في إثنائهم عن قرار العودة، ولم يرضخوا لتهديدات مسؤولي حزب الله من إمكانية اعتقالهم بتهمة الفرار من ساحات المواجهة، ما يمكن أن يشكل بادرة لتمرّد أعداد أكبر".   وأضاف: "معلوماتنا تؤكّد أنهم من ضمن القوات التي كانت تشارك في القتال بمنطقة ريف دمشق، وأن هناك أعداداً أخرى تستعد لاتخاذ نفس الخطوة، بعد أن يئسوا من وفاء الحزب بالتعهدات التي قطعها لهم، بتسديد كافة المستحقات في أسرع فرصة. ولكن إحساسهم بأنهم لا يجدون من يقف معهم عند تعرضهم للإصابة أو الإعاقة، دفعهم لمغادرة الأراضي السورية".   وأوضح العرسالي أنّ "الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب بلغت مستويات غير مسبوقة"، وقال: "أنّ تصل الأمور مرحلة عدم القدرة على تسديد رواتب المقاتلين، فهذا ما لم يكن يخطر ببال أيّ شخص، ولكن من الواضح أن الحزب قد استنفد كافة الوسائل التي يمكن أن تدر عليه دخلاً مادياً، فإيران توقفت عن تمويل الحزب بذات المستوى الذي كانت تقوم به في السابق، وذلك بسبب تأثير العقوبات الإقتصادية، إضافةً إلى ارتفاع تكلفة تمويل العمليات العسكرية في سوريا، خصوصاً أنّ عدد المرتزقة الذين استجلبتهم طهران إلى سوريا فاق الخمسة آلاف مقاتل، يتلقون رواتب وامتيازات شهرية بالدولار. ومع عدم وضوح الرؤية بخصوص الحرب في سوريا، واحتمال أن تستمر لسنوات مقبلة، يبدو أن حزب الله سيدخل فصولاً أخرى من المعاناة، خصوصاً إذا أخذنا في الإعتبار نضوب معظم موارده المالية".   (الوطن السعودية)