كشفت صحيفة "الانباء" الكويتية أن القيادة الإيرانية أبلغت الوزير سمير مقبل أن الهبة التي تنوي تقديمها للجيش اللبناني، يمكن أن تسلم إليه خلال شهر واحد وتتضمن معدات وتجهيزات "مألوفة" لدى الجيش وفق التقرير الذي أعدته لجنة عسكرية لبنانية كانت قد التقت مع مسؤولين إيرانيين، وأبرز هذه المعدات رشاشات "دوشكا" مع ذخائرها مماثلة للتي يستعملها الجيش اللبناني، ومدافع "هاون 60" و"هاون 120" مع ذخائرها والتي تلعب دورا مهما في التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة، وذخائر من عيار 155 ملم لمدافع يملكها الجيش ويستعملها في المهمات العسكرية التي يتولاها، وقاذف "تاو" المضاد للدروع، ومناظير ليلية، فضلا عن ذخائر لدبابات "ت 55" و"ت 62" يستعملها الجيش منذ سنوات، وبعضها قدمته سورية والأردن للجيش اللبناني في أوقات سابقة.

وفيما أعلنت الخارجية الإيرانية انتظار الموقف اللبناني من العرض المفتوح لمساعدة الجيش، قالت مصادر حكومية لبنانية إن الهبة الإيرانية لن تصل الى الجيش لأن قرار عدم قبولها اتخذ قبل سفر الوزير مقبل الى طهران، ولم يبق سوى كتابته رسميا وتعميمه.

ولفتت مراجع معنية الى أن طهران تدرك أن موقف لبنان سيكون سلبيا من هبتها للجيش على الرغم من أنها ليست صفقة تجارية تخضع للحظر الدولي، لأن الرفض اللبناني للتعاون مع إيران لم يقتصر على الشق العسكري، بل شمل أنواعا أخرى من العروض الإيرانية مثل تزويد لبنان بالطاقة الكهربائية رغم حاجة لبنان إليها، ناهيك عن وجود أكثر من 28 اتفاقا وبروتوكولا ومذكرات تفاهم بين لبنان وإيران مجمدة كلها وهي تشمل قطاعات زراعية وعلمية وثقافية، فضلا عن عروض أخرى لاتزال طهران تنتظر أجوبة بيروت عنها. 

وفي هذا السياق، أبدت مصادر ديبلوماسية استغرابها لـ "تجاوب" لبنان مع الضغوط الدولية لعدم التعاون مع إيران، في وقت تتعاطى فيه شركات أوروبية وأخرى أميركية (بأسماء مستعارة) مع إدارات ومؤسسات إيرانية، ولا تأخذ في الحسبان قرارات الأمم المتحدة والدول الكبرى التي تشجع على مقاطعة إيران.

وأشارت المصادر إلى أن المسار التصعيدي المرتقب للبطريرك، سببه استياء سيد بكركي من خرق الدستور وعدم احترام الصيغة والميثاق عبر حذف رئيس الجمهورية الماروني من المعادلة الميثاقية، إذ إن الراعي بات يجد منذ مدة أن ثمة محاولات لإضعاف الدور المسيحي وآخرها تعطيل الاستحقاق الرئاسي وعدم انتخاب رئيس للجمهورية رغم مناداته الدائمة بضرورة مشاركة جميع النواب في جلسات الانتخاب، فالبطريرك وكما تقول المصادر لا يستطيع من موقعه أن يتحمل ذوبان الدور والحضور المسيحي، وموافقة قوى مسيحية على ما يحصل في ظل الحضور القوي للطوائف الأخرى سياسيا وإداريا في هيكلية الدولة وتركيبتها، ولذلك، فإن تشبيه الراعي من أستراليا "من لا ينتخب رئيسا للجمهورية بداعشي" يشكل توجها جديدا من قبله بوجه من يفوت فرصة انتخاب رئيس تسووي وفضل تأييد الفراغ انطلاقا من رفض وصول غيره الى الرئاسة الأولى، وذلك في اشارة الى العماد ميشال عون.