فقط في لبتان , المكافآت تكون من نصيب الفاشلين ,فالمجلس النيابي اللبناني الحالي والفاشل بامتياز والذي توج فشله بعجزه عن انتخاب رئيس للجمهورية ,فانه يكافىء ويمدد لنفسه سنتين وسبعة اشهر بعد التمديد الاول االذي امتد خمسة عشر شهرا فشل خلالها في انتاج قانون انتخاب جديد وعصري . والتمديد النيابي ليس هو فقط المؤشر الوحيد على الارباك الذي تعاني منه الدولة فهناك الاختلالات الامنية المتنقلة وعجز الخطط الامنية العرجاء عن ضبط الامن وهناك العجز المالي للخزينة وعجز الحركة الاقتصادية وتراجع نسبة النمو وتفاقم مشاكل النازحين السوريين امنيا واجتماعيا واقتصاديا وصولا الى ملف العسكريين المخطوفين من قبل جماعات ارهابية تحتجزهم في جرود سلسلة لبنان الشرقية . ولعل مسألة العسكريين تبقى الاكثر الحاحا للمعالجة للحفاظ على حياتهم اولا وصون لهيبة الدولة ثانيا ومنع البلد من الانزلاق الى حروب مذهبية جانبية قد تؤدي الى حرب اهلية ثالثا . وعلى الدولة ان تعتمد كافة الوسائل وكافة الاجراءات التي تؤدي الى الوصول الى نهايات سعيدة لهذه المشكلة والحفاظ على حياة هؤلاء العسكريين بعيدا عن المزايدات والتصريحات النارية والمواقف الرومانسية التي يدعي اصحابها الحرص على كرامة وهيبة الدولة . فهيبة الدولة تتأكد من خلال حفظها لحياة ابنائها المخطوفين واي كلام غير ذلك فانه يدخل في البازار السياسي وعلى الدولة ان تستنفد كل امكانياتها لتحريرهم سالمين . واما مسألة الانتخابات الرئاسية فان الكلام الذي يوحي بان هذا الاستحقاق خاضع لاعتبارات خارجية محضةليس دقيقا . فصحيح ان هناك اعتراضات وفيتوات خارجية على بعض الاسماء الطامحة للوصول الى قصر بعبدا الا ان الاصح ايضا ان الاطراف السياسية الداخلية العاجزة عن ادارة خلافاتها فشلت في استغلال الانشغال الدولي والاقليمي باحداث المنطفة ولم تستطع تمرير الاستحقاق الرئاسي باكبرنسبة متاحة من صناعته داخل لبنان . فلو ان الاقطاب السياسية تمكنت من التوافق فيما بينها على اسم الرئيس العتيد فانه يمكن لها ان تنجح في تسويقه لدى الاطراف الخارجية سيما وان هذه الاطراف الخارجية نفسها تحث الداخل على تسريع خطى الانتخابات لحماية البلد من تداعيات العواصف الهوجاء التي تجتاح دول الجوار والتي بدأت تلامس الواقع اللبناني . وعلى هذا الاساس فعلى العماد ميشال عون ان يدرك ان وصوله الى قصر بعبدا مستحيلا وعليه ان يتراجع عن شعار / انا او لا احد / ويحافظ على رصيده القوي كناخب اساسي للرئيس , قبل ان يستيقظ في لحظة ما من احلامه ليجد ان العملية الانتخابية قد تمت على حين غرة وفي غفلة عن اصراره وعناده . فالمرحلة التي يمر بها لبنان خطيرة واوضاع المنطقة اكثر خطورة الامر الذي يتطلب طي صفحة الخلافات العقيمة واعتماد الحوار سبيلا وحيدا لانقاذ البلد من مشاكله المتراكمة قبل فوات الاوان وقبل ان يضيع البلد .