... وللمرة الثانية ينتصر شيطان التمديد ، ويتكل رئيس مجلس النواب نبيه بري على الله وعلى ميثاقية استطاع ان يأخذها ولو بالانتزاع ، فيدعو الهيئة العامة للمجلس النيابي الى الانعقاد يوم الأربعاء المقبل لتمرير قرار التمديد للمجلس . ولا نعرف ما اذا كان الرئيس بري قد تعمد وضع مشروع قرار التمديد كبند أخير على جدول الاعمال ، ليوحي للرأي العام انه لا يزال هناك ذرة حياء حيال سرقة الوكالة المعطاة من قبل المواطنين لهؤلاء النواب مجددا، تحت عنوان عريض يُعتمد كذريعة مقنعة : " أهون الشرين " . وها هو العماد ميشال عون يكسر مكابرته ويتراجع عن تقديم الطعن بالتمديد ، وان كان تقديمه بالأساس ما كان سيقدم او يؤخر طالما ان " سيبة التسوية ركبت وانتهى الامر " . كما ان نواب التيار الوطني الحر سيحضرون جلسة الأربعاء المقبل وان كانوا سيمتنعون عن التصويت ، فيما بات مضمونا حضور وتصويت نواب كتل الكتائب والقوات اللبناية وتيار المردة .
اذاً.. قطار التمديد يسلك الطريق الى محطته الاخيرة ، ًوالشباب ً سيبقون على الكراسي لولاية جديدة لا تقل عن السنتين ونصف ، والكل راضٍ ويعرب عن رضاه إما علناً وإما في السر ، وما علينا نحن الشعب اللبناني ًالغبي ً ( كوننا نُلدغ من الجحر الف مرة ) ، الا التفرُّج على مسرحية المزايدات المجادِلة في التمديد من اليوم وحتى الخامس من تشرين الثاني المقبل . غير ان الولاية الممددة والتي عرابها كما بات معلوماً النائب " القبضاي " نقولا فتوش ، لم ترهن نفسها بإنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية ، بل علّل مشروع قانون التمديد انتهاء هذه الولاية بوجوب انتهاء الظروف الاستثنائية التي حالت دون اجراء الانتخابات النيابية ، اي الوضع الامني والنزاعات المسلحة ، والقاصي والداني يعرف ان ليس في الافق ما يشير إلى أن هذه الظروف الى زوال في المستقبل القريب ، كما ان اجراء هذه الانتخابات لن يكون متيسرا ليس بسبب الظروف الاستثنائية وحسب ، وانما بسبب عقدة اخرى متمثلة بسنِّ قانون جديد للانتخاب ، الا اذا كانت ًابداعية ً قانون الستين سوف تستمر الى ما شاء الله .
هناك الكثير من الأفكار والاقتراحات بين النواب وفق ما تسرب مصادر الرئيس نبيه بري من انه سيصار الى ادخال بعض التعديلات على نص مشروع قانون النائب فتوش ، بالشكل الذي يربط التمديد بانتخاب رئيس جديد للبلاد ، ولكن عندها، هل سيوافق نوابنا الأفاضل على الذهاب لانتخاب هذا الرئيس وهم يعرفون ان انتخابه سيضع حداً لولايتهم الممددة ...!!