تترقب الأوساط السياسية أن يعلن “حزب الله” عن موقف أكثر مرونة من مواقفه السابقة بخصوص الاستحقاق الرئاسي.

وتشير مصادر “حزب الله” لصحيفة “السياسة” الكويتية إلى أنه بات مقتنعاً بأن البلاد لا يمكن أن تستمر من دون رئيس جمهورية إلى ما شاء الله, وبالتالي فإن الفراغ في سدة الرئاسة الذي اعتقد في البداية أنه يخدمه في مواقفه السياسية ويريحه من التزاماته تجاه الدولة اللبنانية, بسبب مشاركته بالقتال الدائر في سورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد, أصبح ينعكس سلباً عليه, لأن رهانات النظام على حسم المعركة مع المعارضة سقطت.

وتضيف المصادر: إن تورط الحزب بالقتال في سورية جلب عليه الويلات وأصبحت نقمة الشارع الشيعي كبيرة ضده، وبالتالي لم يعد يتحملها مع تزايد عدد القتلى الذين يسقطون له كل يوم وسيطرة تنظيمي “داعش” و”النصرة” على طول الحدود الشرقية-الشمالية مع سورية, الأمر الذي زاد من قلق سكان القرى الشيعية الواقعة بالقرب من هذه الحدود.

ومن هذا المنطلق, تتابع مصادر “حزب الله” أن هناك رأيين داخل قيادته: الأول يدعو للاستمرار في السياسة الراهنة التي ينتهجها الحزب, والثاني يعارض معارضة شديدة استمرار الحال على ما هي, لأن خسائر الحزب بالقتال في سورية فاقت خسائره في حرب يوليو 2006 بمواجهة العدو الإسرائيلي, وبالتالي فإنه من غير المنطقي وغير المقبول أن ينتحر الحزب كرمى لعيون بشار الأسد وبانتظار مفاوضات الملف النووي الإيراني.

وأضاف أصحاب الرأي الثاني: لأن صاحب البيت أدرى بالذي فيه, فإن على “حزب الله” إقناع حلفائه في الداخل والخارج بإجراء تغيير تكتيكي في ظل الأوضاع المتفاقمة في المنطقة وعلى الحدود اللبنانية السورية, كي لا يسمح باستنهاض الخلايا النائمة المؤيدة لـ”داعش” و”النصرة” لدى الطائفة السنية التي ما زالت في غالبيتها متمسكة بالاعتدال, خاصة أن المؤيدين لهذين التنظيمين, موجودون بكثرة في مخيمات النازحين السوريين التي تحولت مع الوقت إلى قنابل موقوتة.

وعليه, فإن “حزب الله” يدرس بجدية إمكانية اتخاذ مبادرة ما لإيجاد حل للمأزق الرئاسي، بعدما وجد أن الأمور في سورية ذاهبة في غير مصلحته وأن حسابات الحقل لم تكن مطابقة لحسابات البيدر إذا صح التعبير.