نقلَ مصدر شاركَ في لقاء هولاند ـ الحريري لـ»الجمهورية» أنّ ما قاله الحريري بعد اللقاء «كان صريحاً وواضحاً لجهة القول إنّ الإستحقاق الرئاسي في لبنان شكّل أولوية في البحث بحجم الأولوية التي يوليها كعمل إجرائي قبل القيام بأيّ عمل آخر، بما فيها الانتخابات النيابية التي لا يمكن إجراؤها في ظلّ الشغور الرئاسي.

وأشار الى انّ هولاند أبدى قلقه من النتائج المترتبة من فقدان تركيبة السلطة في لبنان إحدى ركائزها الأساسية وهي رئاسة الجمهورية، لافتاً الى انّ فرنسا مستعدّة للمشاركة في أيّ جهد اقليمي أو دولي لتأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقد تمنّى الحريري على هولاند ممارسة مزيد من الضغوط لهذه الغاية، لأنّ مدخل الحلول الداخلية يبدأ بانتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في هذا الشرق المضطرب.

ولفتَ المصدر الى انّ البحث تركّز ايضاً على هبة المليار الجديدة وسُبل تأمين الأسلحة التي اختارتها قيادة الجيش من السلاح الفرنسي بالسرعة القصوى، سواء كانت من اللوائح السابقة التي أعِدّت على هامش البحث في هبة المليارات السعودية الثلاثة التي تنتظر المزيد من الإتصالات، أو تلك التي فرضَتها الظروف الراهنة في ظلّ طبيعة العمليات العسكرية التي خاضها الجيش ضد الإرهاب في عرسال وغيرها.

وكان اللافت انّ هولاند أشرك معه في اللقاء، الى وزير الخارجية لوران فابيوس، رئيسَ هيئة الأركان الخاصة الجنرال بينوا بوغا وعدداً من المستشارين العسكريين والسياسيين المهتمين بملفات لبنان والشرق الأوسط والمكلفين المهمات الخاصة التي نفّذتها الديبلوماسية الفرنسية في الفترة الأخيرة، وهم على دراية بكثير من التفاصيل التي رافقَت المساعي الفرنسية والدولية، والأوربية تحديداً، التي بُذلت قبل نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان للحؤول دون الشغور الرئاسي، وما بعدها.

وفي الشقّ الإقليمي سعى الحريري الى البحث عن دور لبنان وموقعه في التحالف الدولي ضد «داعش»، مشدّداً على حمايته وتعويضه الخسائر الكبيرة التي يتكبّدها جرّاء الحرب في سوريا. وحذّر من خطورة استمرار الوضع على ما هو عليه، لأنّ كل ما جرى لم يغيّر في موازين القوى التي كانت قائمة قبل التحالف، بما فيها التفاهمات التي عزّزت اوضاع «داعش» وبقيّة المنظمات الإرهابية في المناطق السورية تحديداً قبل العراقية.