انتهج مسلحو "جبهة النصرة" في هجومهم على موقع لـ"حزب الله" على محور بريتال - يونين بعد ظهر الأحد طريقة المباغتة نفسها التي سبق ان استعملوها في هجومهم على مواقع الجيش في جرود عرسال في 2/ 8/ 2014، وتمكنوا في كلتا الحالتين من السيطرة عسكريا لفترة قصيرة من الوقت، وما لبثت قوات الحزب ان ردت المعتدين على اعقابهم، موقعة في صفوفهم القتلى والجرحى ومدمرة الاسلحة.

 

شكّل الاعتداء استغراب المسؤولين، لكونه تم في يوم العيد، وتوقفوا عند محاولة "النصرويين" تنفيذ مثل هذا الهجوم الذي بررته "جبهة النصرة" على حسابها على موقع "تويتر" ردا على احراق خيم اللاجئين السوريين في بلدة عرسال.

 

ودعا اكثر من خبير استراتيجي وعسكري الى عدم الاستهانة بهذا الهجوم الأول من نوعه الذي يشن من الاراضي السورية فجر الأحد، انطلاقا من عسال الورد في سوريا، وهي بلدة في القلمون مواجهة لجرود النبي سباط وبريتال، ووقعت الاشتباكات بعد ظهر اليوم نفسه على مركز للحزب داخل الاراضي اللبنانية. ولم يستبعد الخبراء تكرار مثل هذا الاعتداء، إن لم يكن على الجبهة نفسها، فربما في احدى القرى الواقعة في البقاع الشرقي، القريبة من الحدود السورية، كرأس بعلبك او الفاكهة وسواهما، في محاولة للسيطرة عليها وتحويل سكانها الى رهائن. وتأكد انه كلما اقترب فصل الشتاء، كلما حاولت تلك التنظيمات نقل العنف الى قرية حدودية من البقاع من اجل تأمين الايواء والدعم اللوجستي الذي يحتاج اليه مسلحوها.

 

وأبدى سفراء اجانب، اهتمامهم بالاشتباكات التي وقعت اول من امس الاحد، وحاولوا الاستفسار عن تفاصيلها. ولم يخف سفير دولة كبرى، في تداول مع نظيره من السفراء الاوروبيين، ان يكون ذلك الهجوم يدل على القدرة العسكرية لـ"جبهة النصرة" على شن هجمات من الاراضي السورية في اتجاه الاراضي اللبنانية، وان مسلحيها متدربون على الهجمات المباغتة، وان الحدود تستوجب رقابة جوية بمروحيات او طائرات او قوى ارضية.

 

كما ان الجبهة استطاعت ان تؤلب اهالي المخطوفين العسكريين على الحكومة لقطع اوصال المناطق وان المبرر هو تنفيذ ما يوعز به مسؤولون في "النصرة" الى اهالي العسكريين للتحرك في هذه المنطقة او تلك وبقطع الطرق وعزل البقاع.

 

وسأل قياديون المسؤولين متى يأتي السلاح للجيش، سواء من اميركا او روسيا او فرنسا؟ وأين تقرر صرف المليار دولار في وضع امني هش ومتفجر وقابل للمواجهات العسكرية مع مسلحي التنظيمات المتطرفة في اي وقت وعلى اي جبهة؟

 

واذا كانت فرنسا تقول بأنها تنتظر اجوبة من السعودية، فلماذا تأخير وصول الاسلحة الملائمة التي طلبها الجيش من الولايات المتحدة بقيمة نصف مليار دولار؟ ومتى تنتهي موسكو من درس اللوائح التي أعدها الوفد العسكري اللبناني بما يحتاج اليه من اسلحة؟ وهل تأتي بعد عرسال - 2 التي توقعها قائد الجيش؟ ألا تستأهل هذه الحالة في مواجهة الارهابيين تسيير جسر جوي لنقل الاسلحة الجاهزة على الاقل، ونقلها على وجه السرعة مع مدربين قبل وقوع المعركة، كما طالب بذلك كل من الرئيس ميشال سليمان وقبله الرئيس نبيه بري؟