في اعقاب الزيارة الخاطفة التي قام بها الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني /علي شمخاني /برفقة وفد ايراني رفيع المستوى الى العاصمة اللبنانية بيروت ولقائه عدد من المسؤولين اللبنانيين من بينهم رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ,وكان لافتا الحراك السياسي الذي قام به حزب الله عقب هذه الزيارة وبدأ بلقاءات مع عدد من القوى السياسية والحزبية والشخصيات الحليفة ثم اللقاء المميز بين وفد من الحزب مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والذي ركز وكما جاء على لسان رئيس الوفد النائب محمد رعد على ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية لان البلاد تحتاج الى رئيس جمهورية يقوم بمهماته الدستورية .

 الا ان الابرز بين هذه اللقاءات هو اللقاءالنادر الذي جمع القطبين في حزب الله الوزير مجمد فنيش والنائب محمد رعد مع القطب المتقدم في تيار المستقبل الوزير نهاد المشنوق .

  لا شك ان هذا الحراك الذي تولى حزب الله القيام به وحرك المياه الراكدة

في الساحة السياسية اللبنانية جاء انطلاقا من جملة معطيات امنية واقتصادية وعسكرية برزت مؤخرا , وتشكل تهديدا حقيقيا للواقع اللبناني الذي اصيب بحالة من الترهل والشلل التام الذي ضرب كافة المؤسسات ومرافق الحياة بعد تعطيل الحياة السياسية فيه الامر الذي ادى الى تراكم مشكلات وازمات امنية واقتصادية متشابكة تتفاقم يوميا مع انعدام التلويح ببارقة امل تفضي الى حلحلة هذه المشاكل او بعضها .

   ولعل ابرز هذه المشاكل هو الظهور المفاجيء للجماعات الارهابية حيث وجد حزب الله نفسه بمواجهة هذه الجماعات وجها لوجه على الحدود الشرقية المحاذية للاراضي السورية بعد معركة عرسال والتداعيات التي نجمت عنها وادت الى خطف العسكريين الذين تحولوا

الى ورقة ضغط وابتزاز على حزب الله وعلى الحكومة اللبنانية .

   وايضا فان المشكلة الاقتصادية تبرز من خلال المطالبة بسلسلة الرتب والرواتب في ظل خزينة تشكو من العجز وتنوء تحت اعباء ديون بمليارات

الدولارات , ولا سبيل الى التوفيق بين حقوق الخزينة وحقوق الموظفين.

   وكذلك فان الفراغ الرئاسي ارخى بظلاله السلبية على الواقع السياسي لجهة انعدام التوافق على رؤية واضحة لمعالجة هذه

المشكلات بين مكونات الاقطاب السياسية والحزبية في البلد .

  وحزب الله يدرك اكثر من غيره حجم هذه المشاكل والمخاطر التي تنجم عنها على البلد الذي قد يصبح عرضة لرياح مذهبية قد تطيح

بالامن والاستقرار فيه ,الامر الذي يزيد من الضغوط على الحزب .

  لكن بالتوازي فان ثمة اجواء ومناخات اقليمية انعكست ايجابا على

الساحة اللبنانية ومحورها التقارب السعودي الايراني مما يوحي بانه ربما هناك اشارة واضحة عنوانها تحصين الوضع الداخلي اللبناني حملها

المسؤول الايراني علي شمخاني الى المسؤولين اللبنانيين.

  وحزب الله وانطلاقا من مسؤوليته الوازنة حمل هذه الاشارة لتسويقها لدى الاطراف السياسية والحزبية بغية تحصين الساحة اللبنانية من اية

مخاطر قد تهدده وفي ملامح هذه الاشارة العمل على ازالة العراقيل

التي تحوول دون انتخاب رئيس للجمهورية .

                                     طانيوس علي وهبي