فيما العالم كله يحتشد تحت راية الإدارة الأميركية لمحاربة داعش، يبدو أنَّ لبنان ما زال يعيش تحت وطأة غزوة عرسال وما خلّفتها من نتائج، ففي عرسال كان المستهدف الأول هو الجيش اللبناني؛ وفي ظل تلكؤ الحكومة وضياعها في اتخاذ القرار الحاسم تجاه هؤلاء الإرهابيين، واصلت هذه المجموعات إرسال الرسائل الدموية في أكثر من اتجاه، فكان الإعتداء على حاجز للجيش في عرسال، وخطف جندي، وإعدام الجندي حمية رافقها توتر في الشمال وعودة موجة الإعتداءات على مراكز الجيش وحواجزه هناك؟

تُرى هل هي مصادفة؟ أم أيضاً هي استكمال للرسائل الدمويّة للرضوخ لشروط الإرهابيين، وإخراج المحكومين الإرهابيين من السجون اللبنانية؟

وأيُّ عاقل هذا الذي يستهدف الجيش اللبناني في هذه المرحلة التي تشهد تصعيداً ضد المتطرفين الإسلاميين في العالم؟ ومَنْ وراء هذا التصعيد؟ وهل يستفيد المعتدون على الجيش من بعض التصريحات والمواقف التي تطلق من طرابلس ضد الجيش وقيادته؟ وماذا يُخبّأ للجيش في الأيام القادمة؟ أيُعدُ ما يجري حالياً هو جسُّ نبضٍ أو تمهيد الأجواء لإعادة جو الفتنة والبلطجة الى طرابلس التي يشهد تاريخها بأنها هي قلب الجيش النابض؟ إذاً في طرابلس يد خبيثة تنسِّق مع الإرهابيين في عرسال وكأنّها تقول أنّها حاضرة لتوتير الأجواء إذا لم تقدم الحكومة على إخلاء سبيل الإرهابيين المحكومين في السجون اللبنانية...

ويبدو أن هذه الإعتداءات التي تطال المؤسسة العسكرية قد تشهد في الأيام والأسابيع المقبلة تصعيداً خطيراً ولاسيما وأنّ لدعش خلايا نائمة، وهي مستعدة لتنفيذ الأوامر المعطاة لها؛ ولن تهدأ الساحة الطرابلسية طالما أن الجو الإقليمي هو الى تصعيد ضد داعش في حرب لا نعلم متى تنتهي، فحريٌ بحكومتنا أن تحمي الجيش سياسياً وتطلق يده في مواجهة كل من يحاول التطاول على الجيش في السياسة والأمن...

إنّ جيشنا اليوم يحتاج الى سلاح المعنويات كما الى السلاح والعتاد، فيُقدم على محاربة الإرهاب وهو محميّ الظهر فلا يطعن به أحد من الخلف.

لذا فالمطلوب أن نحمي جيشنا لأنه المؤسسة الوحيدة التي تدلُّ على تماسك اللبنانيين ووحدتهم.