اذا كان المناخ الاقليمي والدولي اعطى لفريق الثامن من آذار هامشا من المناورة للعب في الوقت الضائع واتاح له فرصة تعطيل الاستحقاق الرئاسي الاا ان التطورات الدراماتيكية المتسارعة في المنظقة العربية وخصوصا في سوريا والعراق وفي جانب منها في لبنان لجهة البروز المفاجىء والخطير للجماعات التكفيرية والارهابية وتحت مسميات متنوعة /داعش والنصرة وغيرها/دفعت بالاطراف الاقليمية الفاعلة الى تغيير قواعد اللعبة بدأت بتقارب ايجابي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية ,وانتج اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بمساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان في مكتب الفيصل في جدة وقد تخلل هذا اللقاء عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين وبحث في عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وجرى في جو ايجابي ومثمر ولصالح البلدين والامة العربية والاسلامية سيما وانه تم في ظل المخاوف من تنامي نفوذ ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام /داعش/في سوريا والعراق وسبل مواجهة التطرف والارهاب وايضا بعد الهجوم الوحشي الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني الاعزل .وهذه الزيارة وهي الاولى التي يقوم بها مسؤول ايراني رفيع المستوى للسعودية منذ تولي الرئيس الايراني حسن روحاني في منصبه في آب من العام الماضي .

  ومن الطبيعي ان يكون للبنان نصيب في هذا اللقاء فهو موضع اهتمام البلدين (السعودية -ايران)ويشكل نقطة تفاهم مشتركة لعلاج بعضا من مشكلاته المتراكمة وذلك بتسهيل انجاز بعض الاستحقاقات العالقة التي تزيد من تحصين الساحة السياسية اللبنانية في وجه الاخطار المحيطة به وخصوصا في سوريا واهم هذه الاستحقاقات هو ملف الاستحقاق الرئاسي ,فالملف اللبناني هو الملف التالي بعد الملف العراقي من حيث الاهمية في لقاء جدة وعلى عكس ما يعتقده كثيرون بان الملف السوري سيكون التالي .  لذا فان الايام القادمة ستتكشف عن بوادر ايجابية يتم ترجمتها على الساحة اللبنلانية وتتيح للقوى المؤثرة في البلد الاقتراب من لحظة التسوية لمشكلاته العالقة ,ويبدو ان شهر ايلول سيكون مفصليا وفي بعض التقديرات ان انجاز الاستحقاق الرئاسي سيتم على ابعد تقدير في منتصف شهر تشرين الاول القادم وهذا يساعد اللبنانيين للانصراف الى معالجة مشكلة اللاجئين السوريين والتصدي لكل تنظيم ارهابي وهم صفا واحدا خلف جيشهم الوطني . وقد ادركت الاطراف اللبنانية وخصوصا حزب الله ان الشراكة في البلد هي الحل وان الاعتدال هو من ينقذ لبنان وان عنوان الاعتدال في الشارع السني هو الرئيس سعد الحريري . وهناك احتمال شبه مؤكد ان الرئيس سعد الحريري وقريبا سيفاجيء اللبنانيين بعودة جديدة ستكون موضع ترحيب ويحمل اليهم اخبارا سارة وبشرى باقتراب نهاية الفراغ الرئاسي الذي حاول عون استغلال هذا الفراغ الى ابعد الحدود وحتى النهاية , ويبدو ان هذه البشرى ستكون الثمرة اللبنانية الاولى في مسلسل التفاهمات الثنائية بين السعودية وايران.

                                   طانيوس علي وهبي