في خطوة أحيطت بالكثير من السرية وشكلت مفاجئة لكل اللبنانيين ولوسائل الاعلام ، حط الرئيس سعد الحريري من دون ان يعلم احد ، في السراي الحكومي صباح اليوم ، كاسراً إقامته اللاإرادية خارج لبنان والتي استمرت زهاء اكثر من ثلاث سنوات .
ولا شك ان عودة الحريري ستشكل حدثاً سياسياً كبيراً ، في ظل ظرف أمني وسياسي دقيق يعيشه لبنان تعنون أقله خلال الايام الستة الماضية باقتحام  ًالظاهرة ً الداعشية لمدينة عرسال البقاعية والإقدام على مهاجمة عناصر ومواقع الجيش اللبناني ، فضلا عن اختطاف مجموعة من القوى الأمنية لا زال عدد كبير منها في ايدي المسلحين الإرهابيين حتى الساعة .
 أسئلة كثيرة ستطرح حول عودة الحريري ومغازيها وتوقيتها، وانطباعات أولية حضرت سريعا في أذهان العديد من المراقبين منها انها أتت بقرار سعودي ولا سيما بعد الهبة الاخيرة للجيش اللبناني التي قدمها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ، وهي مسألة أشار اليها الحريري في تصريحه بعد لقائه الرئيس تمام سلام .
ولكن من السذاجة الاعتقاد وفق الأوساط التي تابعت باهتمام عودة الحريري المفاجئة ، ان تكون هذه العودة مقصورة فقط على متابعة تنفيذ الهبة السعودية للجيش ، فإذا كان ثمة قرار سعودي وراءها كما يجزم كثيرون ، فهذا القرار يهدف بالدرجة الاولى الى اعادة تعويم وتعزيز مشهد الاعتدال السني في لبنان والمنطقة ، في ظل هذه الهجمة المتطرفة من قبل ما يسمى بتنظيم ًداعش ً الذي يتعمد تشويه صورة الاسلام ، وفرض سيطرته بمشاهد الدم والقتل والتهجير الوحشية . 
 " من زمان ما سمعنا خبر حلو " قالها احد المعلقين السياسيين كردة فعل أولية على عودة الرئيس الحريري ، ً عسى ان تكون مقدمة لبداية انفراج سياسي على البلد ً ...
ويبدو ان هذا الكلام في مكانه ، حيث يتوقع المراقبون ان تُرجع عودة الحريري الحركة والزخم للحياة السياسية في لبنان وان تطلق حراكاً ينقذ الحلفاء والخصوم عل حد سواء من مآزق يتخبطون بها ، كما انها ولا ريب ستقطع الطريق امام تنامي الحركات والظواهر المتشددة التي تحاول زج البلد في أتون الصراع السوري المرير . 
هل زالت الاسباب التي حتّمت خروج سعد الحريري من لبنان ، بعدما أسقطت قوى الثامن من آذار حكومته عنوة في العام ٢٠١١ ؟؟ بالتأكيد لا ، ولكن الوضع يستدعي وجوده في البلد ، قالها الرجل بكل شجاعة .
هل من ضمانات أمنية لعودته؟؟ ، تجنب الرئيس الحريري الرد على هذا السؤال ، والمؤكد ان الايام المقبلة ستوضح ماهية التسويات التي أفرجت عن نفيه القسري . 
هل لعودته علاقة بملف انتخابات رئاسة الجمهورية ولا سيما ان بعض المعلومات المتداولة تشير الى اتفاق بين الأقطاب السياسية في لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية خلال الجلسة المقبلة لمجلس النواب التي دعا اليها الرئيس نبيه بري  ؟؟ 
ولا يغيب عن البال ملف الانتخابات النيابية والتي ارسل وزير الداخلية نهاد المشنوق قبل يومين اشارات لتحريكه في المدى المنظور ، وهو ملف أساسي في حسابات سيد قريطم .. بالطبع .