غرّدت السفارة الاميركية في بيروت عبر ال ًتويتر ً نافية ان يكون للولايات المتحدة اي دور في إنشاء ًداعش ً في إشارة الى ما يُسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام التي أُعلنت من قبل هذا التنظيم المتطرف خلال الشهر الفائت في مدينة الموصل العراقية. 
والمضحك لا بل ومدعاة السخرية ان من فضح هذا الدور للولايات المتحدة في إنشاء  ًداعش ً هي وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتاب مذكراتها الذي صدر مؤخراً في أميركا  بعنوان ً خيارات صعبة ً والذي شكل الاعلان عن بعض ما تناوله هذا الكتاب حول منطقة الشرق الاوسط ، مفاجأة من الطراز الثقيل ، استدعت استغراب الكثير من الأوساط السياسية المراقبة ، نظرا لان الولايات المتحدة تعتبر نفسها المتضررة الاولى من الإرهاب ونشاط التنظيمات الإرهابية بفعل ما أصابها بسبب تفجيرات ١١ أيلول الشهيرة ، والتي حتّمت عليها شن حرب لا هوادة  فيها ضد تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن انتهت بالقضاء على هذا الاخير في عملية استخباراتية دقيقة في الباكستان في ايار من العام ٢٠١١. 
لكن استغراب ما جاء في مذكرات كلينتون ، هو بعينه مدعاة استغراب ، إذ اثبتت العديد من الوثائق والتقارير الاستخبارية ، ان من انشأ ورعى وموّل تنظيم القاعدة ، هي الادارة الاميركية بهدف وقف توسع نفوذ الاتحاد السوفياتي في حينه ، كما تعترف كلينتون بنفسها في كتابها. 
لذا فان ًتغريد ً النفي لاي دور لواشنطن في انشاء  ً داعش ً لن يحسب على السفارة الاميركية الاّ من قبيل ذر الرماد في العيون والتعمية على الحقائق . فدافع واشنطن لخلق هكذا نوع من التنظيمات المتطرفة ، له ما يبرره في توفير الأرضية والمناخ المواتي لأريحية وًصفاء ً الدولة اليهودية في فلسطين ، وما نشهده اليوم من إجرام  ًداعشي ً يفوق الوصف ضد كل من هو غير سني ، وما يجري من اضطهاد وتهجير لمسيحيي العراق تحت مرأى ومسمع من الادارة الاميركية الحالية ، التي تنأى بذاتها عن كل قضايا ومشاكل الخارج بذريعة التركيز على قضايا الداخل الاميركي ، هو الدليل الواضح على التورط الفظيع لأميركا في تجليات هذه التنظيمات المتطرفة ، وكيفية استخدامها واستثمارها لتنفيذ المخطط الاصل : وهو تقسيم منطقة الشرق الاوسط وفق الهوى الاميركي بما يسمح بالسيطرة الكاملة على منابع النفط والمنافذ البحرية ، وهو ما قالته الوزيرة هيلاري بعظمة لسانها ٠٠٠
في ابة حال ، السفارة الأميركية في بيروت اعتبرت أن "أي تلميح بأن الولايات المتحدة قد فكرت في أي وقت من الأوقات بالاعتراف بالدولة الاسلامية في العراق والشام، على أنها أي شيء عدا كونها منظمة إرهابية، أو أنه قد كان لديها دور في انشائها هو، بلا شك، باطل ومحض تلفيق.  
ولكن شتان ما بين  ًتويتر ً تضليلي للسفارة وواقع المصالح الاميركية في المنطقة التي فندتها السيدة هيلاري بالتفصيل مؤكدة المثل القائل :  ًوشهد شاهد من أهله ً..