المواجهة مفتوحة ومشهد داعم بقوة للجيش

كيف تبدو صورة الموقف العسكري وتداعياته الامنية والسياسية والشعبية في اليوم الثالث من المواجهة بين الجيش اللبناني وعصابات المسلحين من السوريين والاغراب في عرسال ؟
وقائع المواجهة الميدانية تشير بما لا يقبل جدلا الى تعقيدات وصعوبات كبيرة تبعا للطبيعة القاسية للمنطقة من جهة وعامل استرهان المسلحين الأصوليين لبلدة عرسال من جهة اخرى بما يثبت ان المواجهة ستطول مبدئيا ما لم يطرأ عامل مفاجئ ليس في الحسبان . فالجيش أعد في الساعات الاخيرة العدة للمضي دون هوادة في المواجهة على قاعدة التحسب ليس فقط لمعركة طويلة في ميدان العمليات بل ايضا لإمكان تحريك خلايا ارهابية نائمة في مناطق اخرى بما يعني ان الاستنفار العسكري والامني المتخذ منذ اندلاع شرارة الهجوم الإرهابي قبل ثلاثة ايام عم لبنان ويشمل كل القوى العسكرية والأمنية واجهزتها . ويبدو واضحا ان عمليات التعامل بالنار بما فيها القصف المدفعي والالتحامات المباشرة قد تكون مقبلة على مزيد من الاحتدام في الساعات المقبلة علما ان اتساع حركة النزوح من عرسال سيشكل عاملا مساعدا للجيش لاحقا لانه سيكون قادرا على توسيع رقعة عملياته دون خشية من تعريض أبناء عرسال للأذى ان بفعل المواجهة الميدانية او بفعل ترهيب المسلحين الإرهابيين خاطفي عرسال . ويبدو واضحا ان الكلام عن هدنة او تهدئة لن يجدي ما لم يقترن بتسليم المسلحين الأسرى العسكريين وضمان سلامتهم والتعهد بالانسحاب الشامل من الاراضي اللبنانية .
على صعيد الموقف الداخلي المواكب للمعركة يتضح ان الساعات المقبلة ستشهد بلورة اكثر اتساعا وشمولا لتغطية سياسية ورسمية ثابتة للجيش في حربه على التنظيمات المسلحة السورية والغريبة التي غزت الاراضي اللبنانية من منطلق التأكيد ان لبنان تعرض لاعتداء خارجي موصوف على أيدي تنظيمات غريبة . وهو الموقف الذي يرجح ان يتخذه مجلس الوزراء في جلسته ظهر اليوم ويخلص من خلالها الى اتخاذ القرارات الحاسمة في دعم الجيش بكل ما يحتاج اليه من امكانات للمضي في مواجهة هذا الخطر الخارجي والدعوة الى الالتفاف اللبناني الجامع حوله نظرا الى ما تشكله هذه المعركة من اخطار مصيرية بكل ما للكلمة من معنى . كما ان العامل الإيجابي الكبير الذي سينطلق منه مجلس الوزراء يتمثل في الاحتضان الشعبي الجارف للجيش والدعم السياسي الواسع على رغم الغبار الذي حاول البعض أثارته حول مواقف قوى اساسية من هذا الدعم . وقد جاء الموقف الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري عبر احدى الصحف ليضع حدا حاسما لكل هذا الغبار من خلال موقفه الحازم في دعم الجيش والتصدي للإرهابيين التكفيريين وهو الامر الذي سيشكل الاسناد القوي لكل القرارات التي ستتخذ في المواجهة .