ابتسمت بشيء من المرارة وأنا أقرأ إشادة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بصلابة وصمود المقاومين الفلسطينيين وإبداعاتهم في الميدان ،  وبالصبر الهائل لشعب غزة المظلوم المتماسك مع مقاومته في خياراتها وشروطها .
والحقيقة أني وقعت في الكثير من الحيرة والتساؤل : هل هذه هي فعلا خيارات هذا الشعب الذي تلاحقه منذ الأزل لعنة الظلم والقتل والتشرد المتأتية من قدرية هذا الاحتلال الطاغوت ؟؟ هل فعلا شعب غزة مهيّأ لهذه المعركة ؟؟ وهل هو من اختار توقيتها ولحظتها ؟؟ 
والذي أشعرتني بالمرارة اكثر ، تأكيد سماحة الأمين العام،  لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، وقوف حزب الله والمقاومة اللبنانية الى جانب انتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني قلبا وقالبا وإرادة وأملا ومصيرا .. 
نحن امام اكثر من خمسمئة وسبعين شهيداً نصفهم من الاطفال ، وليس في يدنا الاّ ان نقول للشعب الفلسطيني ، وكما في كل مرة ، نحن الى جانبك قلباً وقالبا ً . 
كلما وقع عدوان إسرائيلي على غزة أو الضفة أو اي منطقة من مناطق فلسطين المحتلة ، يحضر في بالي فجأة كلام السيد حسن نصر الله عن المعركة الكبرى واليوم الكبير الذي لا بد آت ، لدحر هذا الاحتلال عن فلسطين ، وتحقيق الحلم التاريخي للشعوب العربية  بإزالة اسرائيل من الوجود.
و لكن اين نحن من هذا الحلم ومن هذا اليوم الكبير !!
بربكم، لو تُرك لنا ان نغوص في تخيلاتنا ونرى هذه الألوف من مقاتلي حزب الله الغارقة في المستنقع السوري، تقاتل في غزة وتقارع عدوها الحقيقي، كيف كان سيكون المشهد؟! 
لو سُمح لنا ان نحلم _ وان كانت أحلام يقظة _ان هذه المؤهلات القتالية العالية التي يمتلكها حزب الله  ستنتقل من ساحات نظام بشار الاسد الى تخوم العدو ،  وحتى الى - عقر داره - وتكون المعادلة بالعكس : مقابل كل شهيد فلسطيني العشرات والمئات من عناصر ما يُسمى بجيش الدفاع ومن خلفه عُتات المستوطنين الصهاينة ... لكن بكل أسف ننعى إليكم كل تخيلاتنا
وأحلامنا النائمة منها والمستيقظة، فلا المقاومون في مسارح قتالهم الحقيقية ، ولا البنادق في وجهتها الصحيحة.
تابعت قراءة بيان حزب الله، و توقفت عند عبارة :" ان ما سمعه نصر الله من مشعل يبعث على الثقة المطلقة بقدرة المقاومة على الثبات والصمود وصنع الانتصار الثاني في تموز.
 فعلا، نحن معجبون بمقاومة خالد مشعل الذي - وان كان بداعي النفي - ينعم. بالأمن والأمان في احدى الدول الخليجية ، فيما يحيل القصف الاسرائيلي بيوت اهل غزة ركاماً بين الدقيقة
والاخرى . 
هي لعنات القتل والتدمير في تموز ، بين ال٢٠٠٦ و ال٢٠١٤،  و لكن الاختلاف جوهري الان، بين المقاومتين، مقاومة حزب الله ومقاومة حماس ، فالأولى تهدر مقاومتها في الارض السورية ضد عدو مُختَرع . اما الثانية - و ان انزلقت في الكثير من الأخطاء - تبقى تحمل شرف القتال على ارضها..
و في الحالتين دم الشعبين الفلسطيني والسوري ... هو الذي يسيل ..