في حمأة الحرب العدوانية على غزة قد يكون من المناسب الحديث وفي هذا الوقت بالذات بعنوان طائفي ومذهبي ولكن ليس تحت عنوان التحريض والتجييش الطائفي بل لأجل تبيان بعض الحقائق الخفية في هذه الحرب .
تكررت في السابق الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وعلى غزة تحديدا لكن هذه الحرب الدائرة اليوم تأتي وسط الاحتقان الطائفي والمذهبي الذي يعم المنطقة خصوصا بين الطائفتين السنية والشيعية ,والمتتبع لحركة مواقع التواصل الاجتماعي يرى بأم العين حجم الإنقسام الذي تشهده الساحة اليوم وخصوصا بالنظر الى التعليقات حول هذه الحرب ,وأكثر ما لفت في هذه التعليقات أن هناك حربا على الطائفة السنية في المنطقة بدأت في سوريا ثم في العراق وها هي اليوم تحط رحالها في غزة وحمّل البعض إيران والطائفة الشيعية بالوقوف وراء هذه الحرب وأيد الكثيرون من ابناء الطائفة السنية الكريمة هذه النظرية وظهرت في فلسطين وخلال تشييع شهداء هذه الحرب اعلام  لتنظيم داعش وجبهة النصرة بخلفيات طائفية معروفة وغذت بعض وسائل الإعلام العربية المشبوهة هذه الظاهرة وروجت لها بعض مواقع التواصل الاجتماعي لأهداف تحريضية فتنوية .
وفي متابعة دقيقة للأحداث الجارية في غزة وبالنظر إلى أسباب صمود المقاومة الفلسطينية حتى اليوم التاسع لهذه الحرب يتبين أن السلاح الدفاعي الوحيد الذي يفتك بالعدو الإسرائيلي هو الصواريخ وبالتدقيق في هوية هذه الصواريخ يتبين للعدو والصديق أن هذه الصواريخ هي إيرانية سورية وبتعبير طائفي يواكب الحملات التي أشرنا إليها هي صواريخ شيعية علوية وليس باستطاعة أحد أن ينكر هذه الحقيقة وهذا بطبيعة الحال الدعم الحقيقي الذي تقدمه كل من إيران وسوريا للمقاومة الفلسطينية ومن ورائها الشعب الفلسطيني ,وبشكل عام هذا هو الدعم الفعلي الذي يتم تقديمه للقضة الفلسطينية وفي المقابل تقتصر ردود الفعل في المجتمع السني العربي كما في كل اعتداء على غزة بشكل خاص وفلسطين بشكل عام على  الإدانات والتنديدات الشعبية والرسمية وتقتصر هذه الإدانات والتنديدات على الشجب والتظاهر والتضامن تحت عناوين كلنا غزة أو كلنا فلسطين في تحركات شكلية لا تسمن ولا تغني من جوع .
وتدرك فصائل المقاومة الفلسطينية جيدا وخصوصا حركتي حماس والجهاد الاسلامي  أن السلاح الذي تستخدمه في هذه الحرب لم تكن لتحصل عليه دون الدعم الإيراني والسوري وهو بالتالي دعم شيعي علوي رافضي اذا اخذنا بعين الإعتبار سياق الصراع الحالي الذي يحكم المنطقة وهو عنوان الصراع الطائفي .
ولذا فإن اتهام ايران والطائفة الشيعية هو اتهام في غير محله يراد منه التعبئة الطائفية والمذهبية تمهيدا لفتنة سنية شيعية تلهب المنطقة .
وعلى الشعوب العربية عموما والشعب الفلسطيني خصوصا أن يعي أولا أن قضيته ليست قضية الطائفة السنية وحدها وان القدس وفلسطين هي قضية المسلمين عامة وثانيا أن الناصر الحقيقي والفعلي للقضية الفلسطينية هو العامل الشيعي وحده وكذلك عليه أن يعي جيدا ايضا أن كل صاروخ تطلقه المقاومة على العدو الاسرائيلي مكتوب عليه إسم علي بن أبي طالب .