اشتعلت جبهة القلمون من جديد بمواجهات بين مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وميليشيات "حزب الله"، حيث تكبدت الأخيرة خسائر فادحة جراء الاشتباكات التي دارت خلال اليومين الماضيين، التي، حسبما أكدت مصادر مطلعة لـ"الوطن" السعودية، بلغت أكثر من 100 قتيل وجريح.

وأكدت المصادر أن الثوار يحتفظون بالعديد من أسرى المليشيات المذهبية، إضافة إلى جثث مقاتليها، مشيرة إلى أن الحزب سعى عبر وسطاء عدة إلى التفاوض حول إطلاق سراح الأسرى واستعادة الجثث.

وأشارت مصادر مطلعة الى أن الحزب دفع خلال الأيام القليلة الماضية بعدد كبير من قواته إلى القلمون، إلا أن مقاتلي المعارضة توعدوهم بتحرير قريب لكل المنطقة التي يوجدون فيها، مشيرة الى ان اشتباكات غير مسبوقة بالقذائف المدفعية والصاروخية دارت بين الجانبين، وتابعت بأن مقاتلي الجيش الحر انتقلوا من مرحلة الدفاع والتقهقر إلى الهجوم والتقدم واستعادة الأراضي.

وكانت مصادر أمنية قد أكدت أن مستشفيات البقاع وضاحية بيروت الجنوبية باتت تغص بأعداد كبيرة من جرحى "حزب الله" الذين تزايد سقوطهم في سوريا خلال الفترة الماضية، وأضاف المصدر أن أكثر من 70 جريحا للحزب وصلوا خلال اليومين الماضيين، وأن 10 منهم على الأقل في حالة حرجة.

ومع أن الحزب اعترف مؤخراً بمقتل 6 من عناصره وقام بنعيهم رسمياً، وهم بلال كسرواني، ونديم المقداد، ومحمد علي حمودة، محمد يوسف المقداد من بلدة مقنة البقاعية، ويحيى الزكلي (أبو الفضل) من مدينة بعلبك، وجمال علوني من النبطية، إلا أن مراقبين رجَّحوا أن يكون عدد القتلى الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين في الاشتباكات التي نشبت بين مقاتلي الحزب والثوار في جرود عرسال أكبر بكثير مما يعلنه الحزب. لاسيما وأن مصادر مطلعة أكدت أن "حزب الله" هو الذي بدأ الهجوم على جيوب المعارضة، إلا أن مقاتليه فوجئوا بأن المئات من الثوار يختبئون في تلال ومغاور جبل القلمون، وتظاهروا بانسحابهم عن المنطقة، وذلك لإعداد كمين لهم.

ويقول الناشط المحلي حمودة القلموني في تصريحات لـ"الوطن"، أن "الخدعة التي سقط فيها مقاتلو "حزب الله" كلفتهم الكثير، فقد بلغ بهم الغرور حداً جعلهم لا يتصورون أن أحداً من الثوار يمكن أن يتصدى لهم، لذلك تظاهر مسلحو المعارضة بالانسحاب من المواجهات، وكان على مقاتلي "حزب الله" الانتظار والتريث لبعض الوقت، إلا أن الغرور أعماهم فبادروا إلى محاولة مطاردة الثوار الذين خرجوا لهم من التلال ومغاور القلمون وفتحوا نيران مدافعهم وأسلحتهم تجاههم، مما أدى إلى تساقط قرابة 100 عنصر بين قتيل وجريح."

وأعلن القلموني "الحصيلة التي أعلنتها سلطات الحزب غير منطقية، وعدد القتلى يبلغ أضعاف الرقم الذي تم إعلانه، أما عن الجرحى فهم في حدود 50 جريحاً حسبما أعلنت مصادر طبية لبنانية، معظمهم في حالة حرجة، مما يزيد بقوة من احتمالات ارتفاع عدد الضحايا. ولا بد من القول إن تزايد الرفض الشعبي لعناصر "حزب الله" من سكان القلمون يمكن أن يشكل عامل ضغط إضافي عليهم، بسبب الممارسات العدوانية التي يرتكبونها بحقهم، والسعي لتضييق حركة السكان المحليين، وكأنهم باتوا سلطة احتلال."